افتتحت، اليوم الأحد بالرباط، فعاليات الدورة السابعة لمهرجان ثقافة الرحل حول موضوع "منهجية البحث العلمي في خدمة تطوير مناهج التكوين عبر إدماج الخصوصيات الجهوية والمحلية للرحل". ويهدف هذا المهرجان، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي حافظ على شعار دورته الأولى (من أجل تشجيع تعلم أبناء الرحل)، إلى التعريف بثقافة الرحل كرافد من روافد الثقافة المغربية والمحافظة عليها من الضياع عن طريق تدوينها للأجيال باعتبارها رافعة للتنمية الجهوية والوحدة الوطنية. كما تهدف هذه التظاهرة، التي ستستمر إلى غاية 13 يوليوز والتي ينظمها المركز التربوي الجهوي بالرباط (مرصد ثقافة الرحل)، إلى تدعيم المنظومة التربوية من خلال توفير المادة العلمية للمناهج الجهوية بمساهمة وإشراك الرحل والمختصين في مجال التربية والتكوين. وقال مدير المهرجان السيد محمد بيوض، في كلمة افتتاحية، إن هذه الدورة تسعى إلى إدماج ثقافة الرحل في المنظومة التربوية لتمكين أبناء الرحل من التمدرس ولاسيما في مرحلة التعليم الإعدادي التي تشهد انقطاع حوالي 80 بالمائة من التلاميذ الرحل عن الدراسة. وبعد أن استعرض حصيلة دورات المهرجان السابقة، دعا السيد بيوض ، وهو أيضا مدير المركز التربوي الجهوي بالرباط، إلى ضرورة إحداث أقسام خاصة بالتعليم الإعدادي بمناطق الرحل، وكذا تكوين أساتذة متعددي التخصصات. وأشار إلى أنه تم خلال هذه السنة تنظيم رحلة ميدانية على مدى أسبوع لمناطق الرحل بعدة أقاليم، مبرزا أنه تم الوقوف من خلال الرحلات الميدانية التي قام بها باحثون ب(مرصد ثقافة الرحل) إلى بعض مناطق الرحل منذ انطلاق الدورة الأولى، على أن ثقافة الرحل تتميز بغنى كبير يتعين حمايتها من الإندثار والزوال عبر تدوينها وإدماجها في المناهج التربوية الجهوية. ومن جانبه، أكد المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد محمد أمين الشعيبي على ضرورة الاهتمام بثقافة الرحل كرافد من روافد الثقافة المغربية وإدماج خصوصية أطفال الرحل في العملية التربوية، داعيا إلى جعل المساجد بمناطق الرحل نواة لاحتضان هذه الثقافة وانخراط المرشدين والمرشدات والأئمة في تدريس أبناء الرحل وإدماجهم في العملية التربوية. أما ممثل وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، فأكد أن المدخل الأساسي لحماية ثقافة الرحل كموروث ثقافي هو الدفاع عن أطفال الرحل عبر ضمان تمدرس لهم يتميز بالجودة والمصاحبة عن قرب. وأكد فاعلون جمعويون، من جهتهم، على أهمية ضمان تعليم أفضل لأطفال الرحل وتكوين مناسب للأساتذة وإعداد وسائط تربوية مناسبة. وتميزت حفل افتتاح هذه التظاهرة بتنظيم معرض للصناعة التقليدية يضم لوحات تشكيلية ومنتجات تقليدية لجمعيات تنشط في مجال ثقافة الرحل. ويتوزع البرنامج على إقامة مجموعة من الندوات العلمية يؤطرها أساتذة باحثون تتناول مواضيع تهم على الخصوص "موقع ثقافة الرحل في المناهج الجهوية والكتاب المدرسي"، و"تكييف تدريس العلوم مع خصوصيات المجال البيئي للرحل"، و"التكنولوجيا الجديدة وتدبير التعلم عن الرحل". كما ستنظم ورشات تكوينية وجلسات مفتوحة للحكي والأحاجي وقراءة الشعر الأمازيغي والعربي والحساني والإفريقي، وكذا عرض أفلام وثائقية حول حياة الرحل ، فضلا عن تنظيم معارض للفن التشكيلي والصور الفوتوغرافية وكذا الصناعة التقليدية. وتتميز هذه الدورة بتنظيم جائزة "الجمل الذهبي" في مسابقة أحسن إنتاج سمعي بصري حول الرحل. ويشكل المهرجان مناسبة للتلاقي وتبادل الخبرات بين مجموعة من الرحل يمثلون مناطق بني وكيل من الجهة الشرقية، وأيت أوسا من أسا الزاك، ودوبلال وأولاد جلال من طاطا ، وأيت سدرالت من بومالن دادس ، ومطسوفة من زاكورة ، وتافراوت قيادة الطاووس وغبالو كردوس الرشيدية ، وتيمحضيت الأطلس المتوسط ، والسمارة. كما ستعرف الدورة مشاركة مجموعة من الطلبة الأفارقة لعرض تجارب بلدانهم في مجال حياة الرحل (عشرة أفراد من كل من موريتانيا والنيجر والسينغال والتشاد ومالي) وستة طلبة بجامعة تيكساس.