الكاتبة غيثة الخياط على رأس لجنة التحكيم تحتفي العاصمة الرباط في إطار فعاليات مهرجانها لسينما المؤلف في دورته ال18 الذي سينطلق في الفترة الممتدة ما بين 22 و30 يونيو الجاري بالإنتاج السينمائي الأمازيغي من خلال تكريم المخرج محمد العبازي الذي يعد أحد رواد السينما الأمازيغية بالمغرب، كما ستحتفي أيضا بالسينما التركية عبر تكريم المخرج التركي إرتيم كويك وعرض عدد من الأفلام التي تمثل مختلف التيارات السينمائية بهذا البلد. ومعلوم أن هذا المهرجان المتميز تشرف على تنظيمه سنويا وفي نفس التوقيت تقريبا «جمعية مهرجان الرباط الدولي للثقافة والفنون» بدعم وتعاون مع عدة شركاء من داخل المغرب وخارجه. هذا وأوضح مدير المهرجان، عبد الحق منطرش،في ندوة صحفية مساء أول أمس الخميس بالرباط، أن الاحتفاء بالسينما التركية يراد من خلاله تعريف الجمهور المغربي على إنتاج إبداعي يمر بأجمل فترات ازدهاره، كما سيتم الاحتفاء بصندوق الجنوب الفرنسي لدعم سينما الجنوب من خلال عرض عدد من الأفلام التي حظيت بدعمه، مبرزا أن هذه الدورة ستتسم في هذا الإطار بتوقيع اتفاقيتي شراكة الأولى بين مهرجان الرباط لسينما المؤلف ومهرجان تركي يحمل نفس الطابع،والثاني بين المركز السينمائي المغربي والمؤسسة التركية المكلفة بالمجال السينمائي. وأعلن أن هذه الدورة ستتولى خلالها الكاتبة المغربية غيثة الخياط الحائزة على عدد من الجوائز العالمية في مجال الكتابة والتي طبعت مجال الإبداع الفكري بكتاباتها الرامية إلى النهوض بوضعية المرأة ومناهضة كل أشكال التطرف والعنف، رئاسة لجنة التحكيم وذلك إلى جانب كل من الممثلة المصرية بوسي، والمغربية أسماء الحضرمي والمخرجة السورية واحة الراهب، والمخرج التركي سونيت سيبينويان والمنتج الإيفواري كيتيا توري وتاماريس كانالس من بورتوريكو. وأكد أن فعاليات هذا المهرجان تصر وتأبى على الاستمرار والحضور كموعد ثقافي متميز إلى جانب المهرجانات السينمائية المتعددة التي يعرفها المشهد الثقافي المغربي، وذلك بالرغم من الصعوبات المالية، مبرزا أن هذه الدورة ستعرف مشاركة أفلام تنتمي ل 17 دولة في المسابقة الرسمية لنيل جائزة الحسن الثاني ويتعلق الأمر في هذا الصدد بالإضافة إلى المغرب بكل من تونس،مصر،لبنان، الأردن، العراق، الإمارات العربية المتحدة، تركيا، إيران، إسبانيا، فرنسا، بلجيكا، ألمانيا، هولندا، بررتوريكو والبرازيل والصين. وأضاف أن الدورة 18 حافظت على تخصيص جائزة يوسف شاهين للأفلام العربية، معلنا أن فعالياتها ستفتتح بعرض الفيلم الكندي «السيد لزهر» لمخرجه فيليب فالارو، على أن يشهد الاختتام عرض فيلم «طلاق» للمخرج الإيراني أصغر فرهادي الذي حاز خلال هذه السنة على جائزة الأسكار لأحسن فيلم أجنبي. ويعرض في افتتاح الدورة الشريط الكندي «السيد لزهر» لفيليب فالاردو (2011) على أن يختتم المهرجان بعرض الفيلم الإيراني «طلاق» الذي حاز على أوسكار أحسن فيلم أجنبي 2012 وجائزة الدب الذهبي في برلين 2011. وتكرم الدورة السينما التركيا من خلال عرض ستة أفلام تمثل تيارات سينمائية مختلفة وصندوق الجنوب لدعم سينما الجنوب (فرنسا) من خلال عرض مجموعة من الأفلام التي استفادت من نشاطه٬ وبالموازاة مع عروض الفن السابع٬ يقترح المنظمون ندوة حول «النقد الأدبي والنقد السينمائي: أية علاقة» وثلاث موائد مستديرة حول «رقمنة قاعات السينما بالمغرب» و«تمويل سينما الجنوب» و«دور الجهات ولجن الفيلم في الانتاج والرقي بالقطاع السينمائي» فضلا عن الحملة التواصلية التي دأب المهرجان على إطلاقها ضد القرصنة. وطغت الصعوبات المالية التي يواجهها المهرجان على الندوة الصحافية التي عقدتها جمعية مهرجان الرباط الدولي للثقافة والفنون٬ منظمة التظاهرة٬ غير أن إدارة المهرجان أكدت إصرارها على ضمان استمرارية حدث يحمل شعار «الثقافة والفن في خدمة التنمية». وسيتميز البرنامج السينمائي لهذه الدورة بعرض مجموعة من الأفلام المغربية من بينها المنسيون لحسن بنجلون، والوثر الخامس لسلمى بركاش ونساء في مرايا للمخرج سعد الشرايبي، والأحرار لإسماعيل فروخي،والأندلس مونامور لمحمد نظيف، وماجد لنسيم عباسي، كما ستتميز الدورة كما في السابق بتخصيص فقرات للأفلام الوثائقية، والهجرة والطفل،فضلا عن تنظيم مجموعة من الندوات الفكرية التي سيتم خلالها مقاربة مختلف الجوانب الإبداعية لتجارب سينمائية عالمية، والمهن السينمائية بعدد من البلدان المشاركة في فعاليات هذا المهرجان، هذا فضلا عن جوانب ترتبط بمدارس النقد السينمائي، والتحديات الراهنة التي تواجه قاعات العرض السينمائية والتي ترتبط بالأخص بمسألة الرقمنة وتحديث آليات العرض.