طوت كرة القدم الوطنية صفحة موسم آخر في القسم الثاني بمدار النخبة، وسجلت المنافسات صعود فريقي الرجاء الملالي ونهضة بركان إلى القسم الاحترافي ونزول فريقي شباب هوارة وسطاد الرياضي إلى مجموعة الهواة...وحافظ الدوري على التشويق والإثارة في التباري حتى آخر لحظات عمره حيث حضيت محطاته بمتابعة جماهيرية محترمة في الملاعب وخارجها... وأنهى فريق رجاء بني ملال، مسار الدوري في الرتبة الأولى موقعا الحسم في الصعود قبل الدورة الأخيرة، وحقق هذا الانجاز بعد أن كان يهدف رفقة مدربه الشاب يوسف فرتوت، إلى الحفاظ على مقعده في القسم الثاني مع تحضير فريق للمستقبل.. وتفرد الرجاء الملالي بصدارة الترتيب بعد صراع مرير مع فرق كشفت طموحها ورغبتها الجامحة في الصعود من بينها اتحاد المحمدية الذي لم يجد الدعم الكافي من الجهات المعنية في مدينته، والكوكب المراكشي و الاتحاد البيضاوي ( ضحية الموسم) و نهضة بركان.. ويعود فريق بني ملال إلى مكانه الطبيعي بعد فترة وجيزة في القسم الثاني ومعاناة كبيرة عاشها في مجموعة الهواة. كما حسم فريق نهضة بركان في أمر البطاقة الثانية وانتزعها بكسب نقطة واحدة ووحيدة في لقائه بالكوكب المراكشي متفوقا بذلك عن فريق الطاس الذي انتصر على جمعية سلا. وتعذر على ممثل منطقة الحي المحمدي، مرة أخرى تحقيق الصعود رغم جهود مسيريه والدعم المادي الذي يوفره له رئيسه « بوطيب»، وفي غياب إعانات المحيط في الحي المحمدي وعين السبع... وأضاع الفريق الانجاز بضياع أربع نقط بسبب خطإ إداري أدى عنه ضريبة موسم المباراة الأخيرة.. وواجه الطاس الفصل 53 من قانون المسابقات الرياضية الذي فرض اللجوء إلى عدد الانتصارات التي حققها الفريقان ( الطاس ونهضة بركان) مما رجح كفة الفريق البركاني. وفي الأسفل لم ينفع الفوز فريق شباب هوارة في لقاء جاره اتحاد ايت ملول وبقي في الأسفل رفقة سطاد المغربي المنهزم في تادلة أمام فريق القصبة ونزلا معا إلى مجموعة الهواة بعد أن تعذبا كثيرا وخرجا برصيد هزيل. و في قراءة للأرقام التي خلفتها منافسات الدوري الوطني بالقسم الثاني في مجموعة الصفوة تمكن من الوقوف على مردود الفرق. وقد عرف الدوري إجراء 240 مباراة سجلت فيها الفرق 430 هدفا بمعدل 1.79 هدف في كل مباراة..وبرز فريق اتحاد المحمدية في التنافس بأقوى هجوم حيث وقع لاعبوه 38 هدفا متبوعا بفريق اتحاد ايت ملول الذي وقع 34 هدفا. وظهر فريق اتحاد تمارة بأضعف هجوم (12 هدفا فقط) رفقة شباب قصبة تادلة (21 هدفا) والفريقان كانا مهددين بالنزول حتى آخر الأنفاس. وتميز فريق الرجاء الملالي بأقوى دفاع حيث لم تستقبل شباكه سوى 15 هدفا ومعه فريق الكوكب الذي تلقى 19 هدفا في حين عانى دفاع فريق اتحاد ايت ملول الكثير وكان الأضعف واستقبل مرماه 39 هدفا ومعه فريق سطاد المغربي الذي دخل مرماه 34 هدفا. واكبر عدد من التعادلات كان من نصيب فريق اتحاد تمارة الذي تعادل في 17 مباراة.وفريق اتحاد طنجة ب 16 مباراة واكبر عدد من الهزائم مني بها فريقا مولودية وجدة وشباب قصبة تادلة ولكل منهما 11 هزيمة إضافة إلى فريق شباب هوارة ب 10 هزائم. وتوج اللاعب باصور من فريق جمعية سلا هدافا للدوري بالقسم الثاني بتوقيع 13 هدفا متقدما على منافسه عبد الرزاق خليل الذي وقع عشرة أهداف. وهكذا أسدل الستار على نسخة أخرى في مسار دوري القسم الثاني والفرق تتأهب لولوج الاحتراف. ومرة أخرى أفرزت مشاكل بالجملة وأسمعت معاناتها مع الحاجة في غياب موارد قارة وبنية تحتية خاصة وصالحة. وفي واقع مزري تعاني جل هذه الفرق وتوزع بؤسها على بعضها، وتتنافس حول المواقع عموديا في سبورة الترتيب وتبقى أسئلة القلق تتناسل حول المستقبل أفقيا. فماذا بعد الصعود والنزول؟.