لا مطر في بحر الخريف ولا رذاذ ومسكني المحاصر صار بعد الفجر رماد ومثل الجريح ينام الورد بين دفاتري المخضرة بالغياب. الورد لا يحمل زهو دخان بددته حرائق الخيبات ولا علة أمنيات تجتاحني مثل اليباب. لم يبق أحد بجوار القمر والرحل القادمون من الألفية الثالثة لا يعرفون أين يخفي الصلصال سحر الكلمات فلمن يحكي سيبويه أسرار الكتاب الأرض غير الأرض والشوارع الموقدة بالجلبة حبلى بالآهات سرا تقامر ليلي بأشعار العرب من اجل الراهب المتعبد خلف مرايا الحنين وغيلة قادني زيد إلى مقصلة النحاة ساعتها رأيت ماء الورد يعلو وجوه المنفيين إلى حافة المغيب ورأيت عصافير فيروز تعشش وسط الغمائم لتحمل مرثيات البياتي من بيروت إلى تطوان الأرض غير الأرض والشوارع الموقدة بالجلبة حبلى بالآهات تحن الفراشات إلى ألوانها بعد الوصال وأنا الكائن المتمرد في أرخبيلات المدن طفت خمسة عشر بحرا ولم أجد لحبيبتي نشوة الهيام شوارع القلب فارغة لكني لا أجرؤ على الركض قدماي فقدتهما عند أول الطريق وكلما تذكرت شمعة الصمت وهبتني الريح جناحين تجاوزت بهما سياجات الروح دم الأقحوان نهر يتدفق من وجنتيك أنت اليتيمة وسط الأهل تذهلني ابتسامتك حين يتشح وطني بوريقات النعناع ورائحة الرمان.