الرجاء متشبث بالأمل.. والوداد يبحث عن فوز معنوي يحل الديربي الثاني عشر بعد المائة وسط أجواء باردة نوعا ما وتخوف من وقوع أحداث شغب جديدة، وتعرف تباينا في طموحات قطبي الكرة المغربية، حيث سيخوض فريقا الرجاء والوداد البيضاويين على الساعة الثالثة بعد الزوال من يوم غد (الأحد) بالمركب الرياضي محمد الخامس، لقاء قمة الجولة ال28 من البطولة الاحترافية لأندية القسم الوطني الأول لكرة القدم. الديربي المغربي بين الرجاء والوداد، سيستغل هذه المناسبة لإضفاء الطابع الإنساني على كرة القدم، في رسالة تدعو وتشجع المغاربة على التبرع بتسجيل أنفسهم في خانة المتبرعين بأعضائهم البشرية بعد وفاتهم، ناهيك أن الديربي رقم 112 لن يترك الفرصة دون إرسال رسائل للجماهير البيضاوية بضرورة التحلي بالروح الرياضية، والتخلي عن السلوكات المشينة للكرة الوطنية ولفريقين يصنفان على أنهما جوهرتا الكرة بالمغرب. ويأتي ديربي الرجاء والوداد هذه المرة وسط حالة من الجمود الإعلامي من لدن كلا الفريقين بسبب أن الوداد ابتعد عن المنافسة والرجاء يحتاج إلى هدية إضافية في حالة الفوز، في المقابل فإن أكثر المخاوف المرتقبة تأخذ بعد أمنيا، حيث أن السلطات المحلية بالدار البيضاء تسعى إلى تقويض مركب محمد الخامس بكتيبة أمنية للرد على أي انفلات يقع داخل أو خارج الملعب، علما أن التعليمات شددت على عدم ولوج القاصرين دون أولياء أمورهم بصفة نهائية. إلى ذلك، يبدو واضحا أن الرجاء يهتم أكثر من جاره التقليدي باللقاء، إذ أن الانتصار سيحافظ على حظوظه في المنافسة على اللقب، والهزيمة أو التعادل أمام الوداد ستكون كفيلة بخروج بطل المغرب خالي الوفاض بعد إقصائه المذل من عصبة أبطال إفريقيا، وبالتالي فإن الخروج بالنقاط الثلاثة سيعيد إلى الفريق الأخضر أمل الظفر بنسخة أول بطولة احترافية، في حالة تعثر فريقي المغرب التطواني المتصدر والفتح الرباطي المطارد، خاصة وأنهما سيتوجهان في مباراة نارية ومترقبة في الجولة الأخيرة. واختار مدرب الرجاء بيرتران مارشان الذي أكد على أن الفوز سيحافظ على حظوظ فريقه في المنافسة على اللقب رغم استعادة الوداد لمستواه، أن يستعد للديربي بالجديدة بعيدا عن العاصمة الاقتصادية، للحفاظ على تركيز اللاعبين المطالبين ببذل مجهودات كبيرة لمصالحة جماهيرهم التي لم تهضم بعد الخروج الكارثي من البطولة الإفريقية، حيث لن يعاني المدرب الفرنسي من أية غيابات باستثناء ربيع هوبري، في وقت تحوم الشكوك حول مشاركة ياسين الصالحي ورشيد السليماني، خاصة وأن مسؤولين رجاويين أبدوا رغبتهم في تأجيل معاقبة اللاعبين بعد خوض الديربي. في المقابل، لا يظهر أن الوداد يكترث لنتيجة اللقاء، نظرا لاستحالة منافسته على اللقب أو أحد المركز الثاني المؤهل إلى العصبة الإفريقية، بيد أن ذلك لا يعني أن الفريق الأحمر سيتهاون مع خصمه اللدود، وسيبحث عن فوز معنوي يرفع من تركيز الكتيبة الودادية في مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي، والتي يسير زملاء الحارس نادر المياغري قدما في منافساتها، كما أنه يرغب في تقليص الفارق عن رابع الترتيب لضمان المشاركة الموسم المقبل في كأس (الكاف). المدرب الإسباني فلورو بينتو، من جانبه، فضل أن يستعد للديربي بالبيضاء، وهو ما يشير إلى علمه بأن نتيجة اللقاء لن تؤثر بشكل كبير على ترتيب الفريق مع بقاء دورتين على اختتام البطولة الوطنية، غير أنه أيضا لن يغامر في لقاء قد تجر عليه سهام الانتقادات اللاذعة من لدن الجماهير الودادية التي انقسمت إلى قسمين، قسم يدعو لمقاطعة متابعة الديربي (إلترا الوينرز) على خلفية عدم التحقيق في وفاة أحد أعضائها، والآخر يصر على الحضور لمساندة الوداد مهما كانت الظروف. يشار إلى أنه في حالة فوز الرجاء وتعثر الماط والفتح أمام الخميسات والكوديم على الترتيب، فإن الفريق الأخضر سيرتقي إلى المركز الثاني بفارق نقطة عن الفريق التطواني ومناصفة مع الفتح، مما يعني أن المنافسة ستشتعل على أشدها بين الأندية الثلاثة على لقب أول نسخة من البطولة الاحترافية.