انعقد خلال نهاية الأسبوع الماضي، بمدينة سلا، الجمع العام التأسيسي لمؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب بحضور العديد من الفعاليات الفكرية والعلمية والجمعوية. انطلق الجمع التأسيسي بكلمة الافتتاح التي ألقاها رئيس الجلسة باسم العائلة الأستاذ أحمد الفقيه التطواني، استعرض من خلالها أهمية مؤسسة الفقيه التطواني في الحفاظ على ذاكرة الراحل العزيز، كما استعرض جزء هاما من مسيرته العلمية والأدبية والوطنية كأحد أعلام المغرب ورموزه التاريخية. وبعد كلمة الافتتاح أخبر رئيس الجلسة الجمع العام بترشيح أبوبكر لفقيه التطواني لرئاسة المؤسسة، حيث لقي هذا الترشيح إجماع الحاضرين. من جهته قدم الرئيس المنتخب أبو بكر لفقيه التطواني عرضا عن أهداف المؤسسة وبرامجها وتوجهاتها المستقبلية مذكرا بأن هذه الجمعية تولد وتنطلق في ظل أجواء إيجابية وبيئة تمكينية تقوم على ثلاثة محاور: - المحور الأول: ما تحظى به أسرة العلم والعلماء من عناية مولوية كريمة لدى صاحب الجلالة رعاية ودعما وتشجيعا؛ - المحور الثاني: الحركية التي تشهدها منظمات المجتمع المدني في مجال تنشيط الحقل الثقافي وإغنائه؛ - المحور الثالث: الرصيد العلمي والأخلاقي والأدبي الذي تختزله شخصية العلامة الفقيه التطواني. وعن أهداف الجمعية، ركز رئيس المؤسسة على بعض التوجهات الإستراتيجية التي تتمثل في الإسهام في تنشيط الحقل الثقافي المحلي والوطني والانفتاح على المؤسسات المماثلة وعقد اتفاقات شراكة ودعم الهوية الثقافية والوطنية، إضافة إلى إحداث الجامعة الصيفية لمدينة سلا وجائزة الفقيه التطواني الإبداعية، إضافة إلى جوانب متعددة تهم العمل الاجتماعي والإبداعي. عقب جلسة الانتخاب تناولت الكلمة، للإدلاء بشهادات حول الراحل الفقيه التطواني، شخصيات وطنية وعلمية في مقدمتهم الأستاذ المجاهد أبوبكر القادري، الذي ألقى كلمة مرتجلة مؤثرة، استعرض خلالها تاريخا حافلا من الذاكرة الوطنية والعلمية التي كانت تجمعه بصديقه الكبير الراحل محمد بن أبي بكر التطواني واصفا إياه بالشخصية الفريدة من نوعها التي كانت تجمع فيها خصال العلم والصوفية والوطنية والتواضع الجم. بعد ذلك، تليت شهادة العالم الجليل الأستاذ عبد العزيز بنعبد الله، ألقاها نيابة عنه السيد أبو بكر الفقيه التطواني ومما جاء فيها: «لم يكن العلامة الفقيه محمد بن أبي بكر التطواني صديقا حميما لي فقط، بل كانت تصلني بشخصه الكريم عرى أكثر من حميمة وروابط روحية صميمة جعلت من شخصيتنا الثنائية كيانا واحدا في أسلوب تفكيره ومنهج تحليله وأهداف بحثه ومسار صوفيته، ما لبث أن تعزز بشخص كريم ثالث هو الأستاذ الجليل العلامة محمد المختار السوسي». وبعد ذلك ألقى الأستاذ نور الدين اشماعو كلمة باسم جمعية أبي رقراق أكد من خلالها على أهمية الحدث بخلق مؤسسة الفقيه التطواني باعتباره من أحد الوجوه العلمية البارزة في المغرب والعالم العربي والإسلامي، مؤكدا على الحرص في ربط جسور التعاون مع المؤسسة الجديدة.