أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، مساء أول الخميس في باريس، مجددا إرادة المغرب في المساهمة في إنجاح خطة عنان، بما في ذلك العمل الميداني لبعثة المراقبين في سوريا الذي تظل نجاعته رهينة ب «توفير الوسائل اللازمة». وجدد العثماني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في اجتماع حول سورية، رفض المغرب لأي تدخل عسكري في هذا البلد بالنظر إلى ما سينجم عنه من تداعيات سلبية على الأرض. وشارك في هذا الاجتماع إلى جانب وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، خمسة عشرة وزيرا يمثلون مجموعة أصدقاء سورية، من بينهم هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية. ويعتزم الاجتماع، الذي دعا إلى تعزيز بعثة المراقبين في سورية على المستوى العددي وتزويدها بالوسائل الضرورية لتغطية جميع المناطق التي تعرف مظاهر العنف، اللجوء إلى «خيارات أخرى» في حالة فشل خطة السلام المتضمنة لستة نقط وضعها المبعوث الدولي كوفي عنان والتي تنص على الشروع، عقب وقف إطلاق النار، في «مسلسل سياسي مفتوح يقوده السوريون، بشكل يستجيب للتطلعات والانشغالات المشروعة للشعب السوري». وبعد أن أعرب العثماني عن دعم المغرب للجهود التي تبذلها الجامعة العربية ومجلس الأمن لوضع حد للعنف في سوريا، شدد على ضرورة مواصلة الحوار وخاصة مع روسيا التي لها تأثير على النظام السوري والتي نهجت منحى ايجابيا في الآونة الأخيرة. وأعرب العثماني عن يقينه في أنه يمكن لروسيا «أن تشارك في الجهود المبذولة لوقف العنف وإنجاح خطة كوفي عنان»، المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة. وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون قد حل بباريس للمشاركة في هذا الاجتماع عقب زيارة لموسكو حيث التقى بنظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي أظهر، حسب العثماني، «انفتاحا» بخصوص هذا الملف، ودعما لخطة عنان وبعثة المراقبين. وكانت الصين وروسيا قد رفضتا تلبية دعوة فرنسا لحضور هذا الاجتماع لتقييم الوضع في سورية و»توجيه رسالة قوية إلى دمشق ورسالة دعم لكوفي عنان» في مواجهة «العراقيل التي تضعها دمشق في وجه نشر بعثة من المراقبين التابعين للأمم المتحدة ومواصلة النظام السوري لممارسات القمع المنافية للالتزامات التي أخذها على عاتقه والتي تتطلب رد فعل قوي من المجتمع الدولي» حسب ألان جوبي. وأضاف جوبي، في تصريح قبيل الاجتماع، أنه وجه الدعوة شخصيا الى لافروف لحضور الاجتماع معربا عن أسفه لكون روسيا لا تزال «منغلقة ضمن رؤية تزيد من عزلتها»، ليس فقط في العالم العربي ولكن على مستوى المجتمع الدولي» مشيرا في الوقت ذاته إلى التطور الإيجابي في الموقف الروسي. شارك في الاجتماع، إلى جانب سعد الدين العثماني، ممثلون عن 14 بلدا عضوا في جمعية أصدقاء الشعب السوري، من بينهم وزراء خارجية ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية والأردن والسعودية وقطر، ورئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون. وضم الوفد المغربي في الاجتماع، مدير المشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون احمد التازي، الذي شارك، يوم الثلاثاء الأخير في باريس، مع ممثلي فرنسا والاتحاد الأوروبي، في رئاسة الاجتماع الأول لمجموعة العمل بشأن فرض عقوبات ضد النظام السوري.