عقد المدراء العامون للشرطة بالمغرب والبرتغال وفرنسا وإسبانيا، أول أمس الخميس ويوم الأربعاء الماضي بلشبونة، اجتماعا خصص لبحث السبل الكفيلة بتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والاتجار في المخدرات والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية. وتقرر خلال هذا الاجتماع الخامس من نوعه، على الخصوص، تعزيز وتحسين آليات التعاون بهدف مكافحة هذه الظواهر بطريقة أكثر فعالية، وكذا تعزيز تبادل المعلومات الأمنية والتجارب بين الدول الأربع. وقد دعا المدراء العامون للشرطة بالدول الأربع، خلال هذا اللقاء الذي تميز باعتماد العديد من التوصيات المرتبطة بمكافحة الظواهر الإجرامية سالفة الذكر، إلى وضع استراتيجية إقليمية مشتركة قصد اتخاذ تدابير فعالة من أجل القضاء على هذه الظواهر بالغة الخطورة. وترأس الوفد المغربي المشارك في هذا الاجتماع المدير العام للأمن الوطني بوشعيب الرميل. كما حضر هذا الاجتماع المدير الوطني للشرطة البرتغالية خوسيه ماريا ألميدا رودريغيز، والمديران العامان للشرطة الفرنسي فريديريك بيشنار والإسباني إيكناصيو كوسيدو غوتييريز. وخلال هذا اللقاء، الذي شارك فيه أيضا خبراء من الدول الأربع، أبرز المغرب السياق الدولي الراهن حيث تشكل الظواهر الإجرامية تهديدا كبيرا للاستقرار والأمن، وهو ما يتطلب إيجاد حلول ملائمة، مع الاستفادة من علاقات التعاون الوثيقة القائمة بين مجموع المصالح الأمنية. ودعا المغرب، في هذا الصدد، إلى تعزيز التعاون لمكافحة هذه الظواهر الإجرامية التي تتطلب بذل جهود كبيرة ليس فقط على مستوى كل دولة على حدة، وإنما عن طريق تنسيق هذه الجهود مع البلدان الأخرى، خاصة البلدان المجاورة بالنظر إلى الطابع العابر للحدود الذي تكتسيه هذه الجرائم. كما دعا المغرب، الذي أكد أن الجريمة لا تقتصر على فضاء جغرافي محدود، إلى العمل المشترك الذي من دونه لا يمكن أن تنجح جهود مكافحة هذه الظواهر في التوصل إلى النتائج المرجوة، مشيرا إلى أنه ينهج استراتيجية شمولية ومندمجة واستباقية تروم تجفيف منابع التطرف، واجتثاث جذور هذه الظاهرة.