في إطار التقليد الذي كرسه المهرجان الوطني للمسرح في الاحتفاء بالمؤلفات والكتب المسرحية، وقعت الناقدة المسرحية نوال بنبراهيم، مساء يوم الأحد الماضي بمكناس، كتابها «جمالية الافتراض المسرحي.» واعتبر الناقد عبد النبي دشين، خلال حفل توقيع هذا الكتاب، الذي يقع في 208 صفحة من الحجم المتوسط، بدار الثقافة محمد المنوني، أن الاحتفاء ب «جمالية الافتراض المسرحي» في إطار المهرجان الوطني للمسرح، احتفاء بمؤلف من «قيمة خاصة» على اعتبار أن المبحث الذي خصته الباحثة بالدراسة والتحليل مبحث مغاير يكشف عن دهشة اختراق موضوعة «الافتراض». فبهذه الموضوعة، يقول دشين، تعيد الباحثة تأمل عملية الإبداع بكل ما تحيل عليه من تعقيدات وتركيبات. وعن مرجعياتها في تناول»الافتراض»، أوضح الناقد أنها تمتح مادة اشتغالها من الحقل الفلسفي عموما، كما تستثمر المنجز الإستطيقي تحديدا، وذلك في أفق البحث عن بناء شعرية - جمالية للإبداع المسرحي قوامها الافتراض. وقد استكانت الباحثة نوال بنبراهيم، بعد تتبع لجل التفسيرات التي أعطيت للافتراض إلى أن «ما يثير الإعجاب هو أن جل هذه التعريفات، على تشعبها وبساطتها، أحاطت بجوهر الافتراض، إذ اعتبرته عملية تجريدية تتم في ذهن الإنسان»، وبذلك هيأت لنا أسباب فهم هذا المصطلح والتوفيق في تعميق دلالته. وأوضحت أن هذا التوفيق قد يتحقق، «إذا اعتبرنا الافتراض ملكة فطرية نشطة تملك قدرة هائلة على تفجير المفاهيم والتصورات والتقديرات، دون أن تعتمد بالضرورة على مثير خارجي، لأنها تنحدر من ذهن الإنسان». وقسمت الباحثة الكتاب إلى ثلاثة فصول الأول سمته «في تحديد جمالية الافتراض» والثاني خصصته ل»المفترض»، بينما عنونت الثالث ب`»الصورة وزمن الافتراضيات». وبعد قراءة مستفيضة لهذا الكتاب، خلص الناقد عبد النبي دشين إلى أن قراءة «جمالية الافتراض المسرحي» لنوال بنبراهيم يعد بمثابة «إمساك بقطعة الكريستال، التي يتموج بريقها في كل الجوانب بلمعان ينعكس في كل المستويات بأضواء مختلفة لكنها متقاطعة ومتجانسة بل إن قوة تجانسها في اختلاف مصادر ضوئها». يشار إلى أن نوال بنبراهيم، الحاصلة على دكتوراه الدولة في الدراسات المسرحية، أستاذة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط التثقافي بالرباط، ولها أبحاث ومقالات منشورة في مؤلفات جماعية ومجلات وطنية وعربية.