انفتاح على الذاكرة الشعبية وتثمين للموروث الثقافي الشفوي تحت عنوان «المقاومة وفنون الكلام» انطلقت يوم أمس بمدينة بني ملال ونواحيها، فعاليات الدورة السابعة لمهرجان ليالي الحكي، الذي يسهر على تنظيمه المركز الدولي للأبحاث في فنون الكلام، وذلك بمناسبة تخليد المغرب للذكرى المائوية لاندلاع حركة المقاومة ضد المحتل الأجنبي، وبشكل موازي للتاريخ المكتوب مازالت الذاكرة وإلى أيامنا هذه تحتفظ بالصيغة الشفوية للأحداث المعاشة من طرف أناس عاديين أصبحوا أبطالا بالرغم عنهم، وبالنظر إلى الدور البارز الذي لعبته جهة الأطلس المتوسط في مقاومة الاستعمار الفرنسي وعرقلة مخططاته التوسعية في المغرب، وانطلاقا من هذه المعطيات، جاء اختيار عنوان الدورة السابعة للمهرجان الدولي «ليالي الحكي» والتي تنتظم تحت شعار تخليد ذكرى المقاومة في شكلها المسلح مع الانفتاح على كل أشكال المقاومة الأخرى، وبالخصوص ما نسجته المخيلة الشعبية حولها، وتتضمن الدورة العديد من الفقرات الأساسية: عروض من فن الحكي، وندوات حول «المقاومة في الشعر والأغنية»، و»الحكاية الشعبية حول أبطال المقاومة (حكايات، رموز، أساطير)»، « الحكايات والحكواتيين ممثلو المقاومة» « حكايات السيرة ومكانتها في التاريخ الشعبي» وذلك بمشاركة باحثين ورواة من داخل الوطن وخارجه. نذكر من بينهم شامة بن شعبان، سلمان ناطور، كمال الزواوي، جاك كومب، سام كناروزي، مارك لابيرج وجاك لينش وتتميز هذه الدورة إضافة إلى الاعتماد على الرواة والحكواتيين كما جرت العادة، بخوض تجربة جديدة وتخصيص أمسية لمشاركة الأشخاص الذين يرغبون في التطوع لروايه تجربتهم الشخصية الخاصة مع المقاومة. وتتواصل فعاليات الدورة السابعة من المهرجان الدولي ليالي الحكي على مدى ثلاثة أيام، كحدث يتيح فرصة اللقاء في لحظات خاصة حول الحكاية باعتبارها متعة خالصة مفعمة بكل ما هو سحري، مدهش وخرافي أيضا، وباعتبارها كذلك فرصة للاقتسام والتبادل وخلق نوع من التقارب بين مختلف الثقافات من خلال الأجواء التي تضفيها داخل الفضاءات التي تحتضنها. ويأتي هذا المهرجان الذي يضم نخبة من الباحثين والأساتذة الجامعيين، في سياق تذكيرنا بما للحكاية من دور أساسي في تغذية الخيال الجمعي. هذا وتضم اللجنة العلمية لهذه الدورة العديد من الأسماء الوازنة، نذكر من بينها الدكتور حسن المنيعي من جامعة فاس ظهر المهراز والدكتور خالد أمين أستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، ورئيس المركز الدولي لدراسة الفرجة بطنجة، الأستاذة نادين دوكور من جامعة لوميير 2 ليون / فرنسا، فتيحة عبد الهادي كاتبة وباحثة من فلسطين. ومن فلسطين أيضا، يحضر مدير الملتقى التربوي العربي منير فاشه، أحمد سكونتي عن المعهد الوطني لعلوم الأركيولوجيا والتراث بالرباط، رشيد دواني من جامعة عين الشق بالدار البيضاء و فاطمة صاليح من المركز الدولي للأبحاث حول فنون الكلام بجامعة السلطان المولى سليمان ببني ملال. وبخصوص برنامج الدورة فإنه يتوزع على العديد من الفضاءات من بينها فضاء المجلس الجهوي ببني ملال، المركز الثقافي لتادلة والمركز الثقافي لأزيلال، حيث سيتبارى الحكواتيون في رسم تفاصيل عوالمهم المدهشة وحمل الحضور على جناح الحلم إلى أماكن ومساحات تتمثل وتعلو على الواقع تستفز وتحفز الخيال ....لحظات تتراوح بين قسوة التراجيديا و فوضى الضحك. من جهة أخرى وباعتبار السينما شكلا متقدما من أشكال الحكي سيتم عرض ثلاثة أفلام قصيرة ووثائقية يوم غد بغرفة التجارة والصناعة لبني ملال الأشرطة وهي الحصاد السحري أو «La Moisson Magique « تنشيط شامة بنشعبان، «حجر صقلته المياه» تنشيط حسن جرتلي، «دموع الشيخات» لعلي الصافي تنشيط جاك لينش. يعود المهرجان الدولي ليالي الحكي وفي جعبته الكثير من المفاجآت هذه الدورة وعلى رأسها الاحتفاء بالذكرى المئوية التي يؤطر فعالياتها هذه السنة، بعد النجاح الذي عرفته دورة 2010 والتي تم خلالها تقديم جل عروض المهرجان حول بحيرة بين الويدان، ويقول المنظمون أنهم يتوقعون مزيدا من الانفتاح على جهة تادلة أزيلال من حيث ملامسة جمهور اكبر هذه الدورة، ومزيدا من التعريف بالمعطيات الطبيعية للمنطقة من غابات ومغارات اضافة الى تقييم الغنى الثقافي المحلي.