«مافيات النحاس» تستهدف مدفعا أثريا بآسفي والمصالح الأمنية تفتح تحقيقا كشفت الشرطة القضائية بمدينة آسفي، بعد اتصال من أحد موظفي وزارة الثقافة، عن تخريب ونهب طال مدفعا برونزيا من الحجم الكبير يعود للحقبة السعدية، بعد تكسير أبواب برج الأقواس المحاذي لتل الفخارين والمعروف باسم «لَبِّيبَة». وعثرت الشرطة القضائية على المدفع الذي تم صنعه بهولندا في القرن 16، مقطعا إلى أجزاء، وسرقة حوالي 100 كيلوغرام من النحاس. وأفاد مصدر مسؤول لبيان اليوم، أن المدفع الذي يوجد فوق الأسوار البرتغالية المطلة على باب الشعبة، تم تقطيعه بطريقة احترافية ومتقنة، وأن الوسائل المستعملة في العملية حادة ودقيقة. وأكد مصدرنا أن العملية نفذت عبر مراحل، ولم تكن سهلة، وذلك حسب المعاينة الأولية لبقايا المدفع البرونزي. هذا وقد فتحت الشرطة القضائية بأسفي تحقيقا بعين المكان، فيما سيتم التوجه نحو لصوص معروفين بسوابقهم في سرقة الأسلاك النحاسية، وكذلك بعض الأسماء التي تقوم بشراء كل ما هو نحاسي لإعادة بيعه لمافيا تعمل على الصعيد الوطني، تقوم بتذويب النحاس وبيعه لتجار الذهب، ممن يعمدون إلى مزجه وبيعه حليا ذهبية. ويشار إلى أن مدينة الجديدة كانت شهدت سرقة مدفع برونزي سنة 2004، وهي السرقة التي خلفت ضجة إعلامية انتهت بعدم العثور على المدفع، وبعدها بمدينة سلا سنة 2009، حين تمت سرقة مدفع نحاسي يعود هو الآخر للحقبة السعدية، وهي الحقبة التاريخية التي كان فيها المغرب يقايض منتوج السكر بأسلحة تصنع بهولندا. يشار إلى أن مدينة أسفي بتاريخها ومآثرها وتحفها، لا تتوفر ومنذ سنوات على محافظ للمآثر التاريخية، يقوم بالسهر على حمايتها والمحافظة عليها وحتى القيام بحفريات وإصلاحات أثرية، وهو الدور الذي يقوم به مندوب الثقافة وموظف بالمندوبية الإقليمية، بما في ذلك المشاركة في اللجنة المكلفة بإعادة هيكلة المدينة القديمة التي تتواجد بها الكثير من المآثر التاريخية العريقة، في غياب محافظ متخصص، يحمل مؤهلات علمية للقيام بدوره في الصيانة والمحافظة على الموروث الحضاري والثقافي والتاريخي لمدينة آسفي.