على مدار خمسة أيام، تحتضن مدينة الحاجب المغربية الهادئة أيامها المسرحية الثانية في الفترة الممتدة من سادس إلى عاشر مارس المقبل. وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمسرح وبشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس. الأيام كعادة الدورة الأولى تتضمن عروضا مسرحية وندوات وورشات. ومن بين العروض المسرحية المبرمجة ضمن هذه الأيام مسرحيتان موجهتان للأطفال هما: «هاينة» لفرقة حاجيتكم، و»يحيى على الفلاح» لفرقة تراب. باقي العروض وعددها ثلاثة توزعت بين المسرح الامزيغي ممثلا في مسرحية «باو» لفرقة الريف للمسرح الأمازيغي. وعرضان آخران لكل من مسرح أنفاس في مسرحية «بسيكوز» وفرقة مسرح أكمون بعرض «الباشا حمو». بالنسبة للورشات فقد اختارت إدارة دار الثقافة بالحاجب أن تركز في هذه الدورة على فن الحكاية والقراءة من تأطير هاجر حامدي. كما تمت برمجة ندوة حول «أهمية دور الثقافة في التنمية الثقافية» يشارك فيها كل من رشيد البلغيثي ومحسن زروال. ويذكر أن «الحاجب» وهي إحدى حواضر الأطلس المتوسط والتي كانت تعيش يومياتها بين الهامش والحلم فقط، وتجتر مرارة الصورة السيئة التي كانت تحظى بها كمدينة تحتضن بيوتا للدعارة لم تكن تتجاوز حيا صغيرا في حجمه لكنه كان كبيرا في تأثيره السلبي، حتى بات يخجل بعض أبناء الحاجب منها. الحاجب اليوم وبعد أن أسهمت الطبيعة في إزالة تلك البيوت سيئة الصيت أضحت منذ افتتاح دار الثقافة بها، مركزا حقيقيا نشيطا حرك الراكد من انتظارات الساكنة فنيا وثقافيا. كما أصبحت الحاجب تقتسم التألق مع العاصمة من خلال مشاركة مجموعة من الأسماء المسرحية اللامعة في لقاءاتها وعروضها، ناهيك عن الشراكة التي تبرمها دار الثقافة مع المؤسسات الثقافية والفنية الوطنية الموجودة بالعاصمة كالمسرح الوطني محمد الخامس الذي أبان عن ليونة ودعم كبيرين في الدفع بعجلة المسرح إلى التطور والإنتشار. وكانت الدورة الأولى للأيام المسرحية لمدينة الحاجب قد أقيمت في الفترة الممتدة من 14 فبراير إلى 27 مارس من السنة الماضية تحت شعار المسرح والهامش، لتكون إعلان انطلاق حركة فنية وثقافية في هذه المدينة لتمتد إلى باقي مدن المنطقة بكاملها، وقد تمكنت الحاجب من نفض غبار الهامش والإبقاء على بريق وتألق المسرح. كان ذلك منذ الدورة الأولى التي تضمنت ثمانية عروض مسرحية وندوة فكرية في محور تيمة الدورة. إضافة إلى ذلك تضمنت الدورة ست ورشات تكوينية ناهيك عن المعارض التشكيلية. من المنتظر أن تدخل الحاجب مدار السرعة القصوى، وهي تؤرخ لمرحلة مختلفة كليا عن ما عاشته، وما عرف عنها فلا تخرج من لقاء ومهرجان حتى تدخل في آخر فبعد النجاح المدوي لملتقى الخشبة (إزداك بلاي) ها هي تدخل أيامها الثانية المسرحية بعد أن عبرت فوق خرائط الفنون الأخرى واحتضنتها مثل مهرجان الهيب هوب.