وقع وزير الاقتصاد والمالية نزار بركة و الأمين العام للحكومة إدريس الضحاك، والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون يوسف العمراني وسفير الإتحاد الأوروبي بالمغرب إينيكو لاندابورو زوال أول أمس الخميس الماضي بالرباط على اتفاقية لتمويل الشطر الأول من برنامج «إنجاح الوضع المتقدم» الذي يصل غلافه المالي إلى 91 مليون أورو، حوالي مليار درهم. وأكد نزار بركة في تدخل ألقاه بالمناسبة التي حضرها كل من وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، ووزير التشغيل والتكوين المهني عبد الواحد سهيل، ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة فؤاد الدويري، (أكد)» على الظرفية الوطنية التي يتم فيها عقد هذا الاتفاق، والتي تتميز بتعميق المسلسل الديمقراطي من خلال إقرار الدستور الجديد وتنظيم انتخابات مبكرة وشفافة والتي فتحت الطريق أمام وصول حكومة منبثقة عن صناديق الاقتراع «، مبرزا أن الحكومة جعلت ضمن أولويات برنامجها العمل على تحقيق طموح المغرب الذي ما فتئ يعبر عنه جلاله الملك بشأن بناء علاقات جد متينة ومتقدمة مع الإتحاد الأوروبي. كما أكد على الأهمية التي يضطلع بها برنامج «إنجاح الوضع المتقدم» الذي تتحدد أهدافه في مواكبة تنفيذ الإصلاحات الرئيسية التي تتضمنها خارطة طريق الوضع المتقدم، وخطة عمل سياسة الجوار الأوروبية، فضلا عن النتائج الصادرة عن القمة الأولى بين الإتحاد الأوروبي والمغرب المنعقدة بغرناطة في مارس سنة 2010، وبالأخص عبر التركيز على دعم مسلسل تقريب المنظومة التشريعية المغربية من المعايير والتنظيمات الأوربية. وأوضح أن الشطر الأول من هذا البرنامج يهم بالأساس المعايير الخاصة بالصناعة، والنقل والصيد البحري والفلاحة والتشغيل والمياه والتعليم العالي وحماية المستهلك، إلى جانب دعم المسلسل التشريعي في أفق التقارب التنظيمي والتأكيد على مبادئ النهوض وحماية حقوق الإنسان عبر الانضمام التدريجي إلى بعض اتفاقيات مجلس أوروبا. وأضاف أن هذا البرنامج يهم أيضا المساهمة في تقوية المؤسسات التي تعد من بين الفاعلين الأساسيين في المسلسل التشريعي والتنظيمي، والتي تشمل الأمانة العامة للحكومة والبرلمان والمديريات المكلفة بالشؤون القانونية على مستوى الوزارات والإدارات المعنية بتنفيذ خارطة طريق الوضع المتقدم. وأشار إلى أن برنامج «إنجاح الوضع المتقدم»في بعده الاقتصادي والاجتماعي سيساهم مستقبلا في تقوية وتعميق أسس اتفاق التبادل الحر، ودعم الدينامية الوطنية على مستوى التنمية المستدامة لتستفيد منها الأنشطة الاقتصادية والارتقاء بظروف عيش مواطني الطرفين. أما سفير الإتحاد الأوروبي بالمغرب إينيكو لاندابورو، الذي أكد على الحركية الجديدة التي تعرفها العلاقات بين المغرب والإتحاد الأوربي والتي جسدها مؤخرا تصويت البرلمان الأوروبي على الاتفاق الفلاحي مع المغرب ، وصف عقد اتفاق بشأن»برنامج إنجاح الوضع المتقدم»بالنقلة النوعية في مسار علاقات الإتحاد الأوروبي بالمغرب، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تعد الأولى من نوعها مع بلد خارج الإتحاد «وهي محاولة للتقريب بين التشريعات الوطنية المغربية والأوربية بدون الضغوطات التي تفرضها عادة «. وأبرز أن محاور هذا البرنامج تمثل درجة عالية من الطموح لتمكين المغرب من الاستفادة من الامتيازات التي يتيحها الفضاء الأوروبي، مضيفا أن الأهداف والنتائج المرجو تحقيقها تمت بلورتها عبر اتفاق الطرفين من أجل تنفيذ التزامات اتفاق الشراكة سواء على المستوى السياسي أو على المستوى الاقتصادي والاجتماعي،مقترحا أن تعمل اللجنة الأوروبية على إنجاز مخطط يتم من خلاله تحديد واجبات كل طرف وإرساء قواعد لتقييم نجاعة وفعالية مختلف السياسات والبرامج والخطوات التي يتم القيام بها بشأن الوضع المتقدم.