المغربية دنيا باطما تمشي نحو التألق تعددت في الآونة الأخيرة برامج تلفزيون الواقع وخصوصا تلك التي تعنى بالفنون المختلفة ومن أبرزها الغناء والاستعراض، واحتلت نسبا كبيرة على مستوى البلاد العربية في المشاهدة والمتابعة والتصويت لمن يحظى بإعجاب الجمهور، ومن خلالها تحصد المحطة الفضائية أرباحا طائلة إلى جانب الرعاة الرسميين للبرنامج باعتبارها إكسير الحياة لهذه النوعية من البرنامج، لكونها تهدف إلى جني الربح المادي فتتنوع الأفكار وتبقى النتيجة في النهاية لمن يحصد النسبة الكبرى من التصويت. نسخة عربية كانت البداية مع «ستار أكاديمي» و«سوبر ستار» وتوالت بعدها البرامج منها ما استمر ومنها ما انقطع، إلى أن قدمت محطة إم بي سي أخيرا برنامج محبوب العرب «أراب إيدول» بنسخته العربية تحت إشراف لجنة التحكيم المكونة من راغب علامة وأحلام وحسن الشافعي الذين فاجأونا في المرحلة الاولى والثانية بأسلوبهم الحاد مع المتسابقين، إلا أن النتيجة التي خلصنا إليها في المرحلة الثالثة كانت مجموعة من أروع الاصوات العربية الشابة التي لا يمكن لها أن تكون مواهب عابرة وتستحق الوقوف عندها، مما يؤكد مهارة وخبرة لجنة الحكم في مجالها الفني، وهو ما كان واضحا من الاصوات التي اعتلت خشبة المسرح بعد دقة الاختيار. حس فني ولو أردنا التركيز على بعض هذه الاصوات لا يمكننا إغفال دنيا باطما التي تتمتع بحس فني عال وصوت قد يكون من اروع الاصوات العربية، لكونها تغني على كل النوتات والمذاهب الغنائية حتى أنها أبكت أحلام لعدة مرات شجنا وتأثرا بصوتها، ونادية المنفوخ صاحبة الصوت الشرقي مما دعا حسن الشافعي الى تلقيبها ب«المعلمة»، أما كارمن سليمان فهي تتمتع بصوت ذي حس رقيق وأداء راق. أما بالنسبة للشباب المشاركين فنذكر منهم يوسف عرفات الذي غنى للفنان عبدالله الرويشد وأتقن الغناء لكونه من مواليد الكويت، ومحمد طاهر صاحب الأغاني الخليجية المميزة، ومحمد علوان الذي غادر أخيرا وتبنت أحلام موهبته بتقديم اغنية له هدية منها. قوة هذا البرنامج مستمدة من قوة لجنة الحكم في الاختيار وموهبة المتسابقين التي تعدت اعمارهم الفنية ولعل محطة «إم بي سي» بهذه الخطوة تكون قد قدمت جيلا جديدا من الأصوات الرائعة للساحة الفنية، وإن استطاعت تبني كل من وصلوا الى المرحلة الثالثة وتقديمهم للوسط الفني لكانت قد حققت المعادلة الصعبة في زمن انتشرت فيه الأراجوزات الفنية، وبذلك عكست نظرية الكسب المادي فقط إلى كسب مادي وبشري ينتشل الساحة من الغرباء الذين اقتحموها.