اليهود المتطرفون يطالبون بالسيطرة الكاملة على قبر النبي يوسف بالضفة الغربية يطالب المعسكر الديني اليهودي المتطرف «بالسيطرة الكاملة» الإسرائيلية على قبر يعتقد بأنه يعود للنبي يوسف عليه السلام في قلب مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في مدينة نابلس في الضفة الغربيةالمحتلة. ويرى المستوطنون والحاخامات والسياسيون الذين يطالبون بذلك أنه من غير المقبول قدوم الحجاج اليهود إلى القبر «كاللصوص» تحت حماية الجيش الإسرائيلي. ويطالب وزير الشتات والإعلام يولي إدلشتاين بجعل القبر «تحت السيطرة الإسرائيلية». ومرة واحدة في الشهر تأتي عشرون حافلة في كل منها خمسون راكبا لزيارة القبر في ساعات الليل تحت حراسة مشددة من الجيش الإسرائيلي الذي يحشد نحو 600 جندي بالتعاون والتنسيق مع قوى الأمن الفلسطيني. ويقول الحاخام نيسيم اتياس من مستوطنة الون موريه قرب نابلس إنه ينبغي الانتظار «خمسة أو ستة أشهر» للحصول على مكان في الحافلات التي تتنقل بين قاعدة عسكرية على مشارف نابلس والقبر». وبحسب التوراة، فان يوسف بن يعقوب وراحيل الذي حسده إخوته فباعوه ونقل الى مصر، دفن بعد موته في شخيم (نابلس اليوم). وخلال اتفاقات الحكم الذاتي الإسرائيلية-الفلسطينية في 1993، تم الاتفاق على أن يبقى القبر تحت الإشراف الإسرائيلي. وحوله الجيش معسكرا محصنا بعد مواجهات مع الفلسطينيين في 1996. لكن الجيش الإسرائيلي أخلاه في أكتوبر 2000 بعد بدء الانتفاضة الثانية على إثر معارك عنيفة. وقد رمم القبر وتحول الى مسجد بعدما ألحق به فلسطينيون أضرارا. ومنذ 2007، وبعد تحسن التعاون مع السلطة الفلسطينية على الصعيد الأمني، يسمح الجيش بزيارات ليلية مرة في الشهر الى قبر يوسف، باستثناء الفترات التي يسودها التوتر. ويطالب الوزير ادلشتاين المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «بالدخول الحر» للموقع متأملا «بادرة حسن نية» من السلطة الفلسطينية. ويعتقد الوزير الليكودي (يمين) الذي جاء للمشاركة في الصلاة إنها «ليست مسالة استيلاء على القبر بالقوة». وبجانبه يطالب العديد من القادة الدينيين والسياسيين في المستوطنات، باستعادة قبر يوسف الذي هو بحسب غيرشون مسيكاه رئيس المجلس الإقليمي الاستيطاني «الصهيوني الأول» و»ذلك الذي بقي يهوديا في مواجهة غير اليهود». ويرى ألياكيم ليفانون حاخام مستوطنة ألون موريه أقدم مستوطنات الضفة الغربية أنه «حان الوقت ليتوقف الشعب اليهودي عن الانحناء، ويأتي لمعانقة يوسف في وضح النهار». وتابع «يوجد مفتاح في كل بيت. ودون المفتاح لن نستطيع أن نعود ومفتاح العودة إلى ارض إسرائيل هو يوسف». من ناحيته، يرى بيني كاتزوفر وهو ناشط استيطاني أن «يوسف هو رمز قيام الشعب اليهودي على أراضيه، ولهذا السبب لا يريد العرب أن يحدث ذلك». ويأتي مستوطنون ويهود متدينون وجنود متدينون من رجال ونساء الى الموقع للرقص والغناء والتعبد. ويقومون بتقبيل الحجر المغطى باللون الأسود والاستلقاء والتمايل والصلاة مع تكرار اسم «يوسف». على صعيد آخر، فقد أعلنت مصادر طبية فلسطينية أمس الخميس أن ستة فلسطينيين جرحوا في غارتين إسرائيليتين على شرق مدينة غزة استهدفتا حسب ناطقة إسرائيلية «مراكز للأنشطة الإرهابية». وقالت المصادر الطبية إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن فجر أمس غارتين في وسط قطاع غزة وشرقه ما أدى الى جرح ستة فلسطينيين، بينهم ممرض ومريض وصفت إصابتهما بالمتوسطة الخطورة. وذكر شهود عيان أن غارة استهدفت موقعا لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في حي التفاح شرق غزة، حيث سقط الجرحى. أما الغارة الثانية فاستهدفت موقعا تابعا لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في منطقة النصيرات، ولم تسفر عن إصابات. وكانت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي قد ذكرت أن الغارتين استهدفتا فجر الخميس «مراكز للأنشطة الإرهابية». ولم تعط المتحدثة تفاصيل، لكن الغارتين نفذتا بعد ساعات من إطلاق ثلاث قذائف صاروخية من قطاع غزة على جنوب إسرائيل من دون أن تسفر عن أضرار.. وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في بيان لها أنها «تراقب عن كثب كل ما يجري من انتهاكات وتصعيد صهيوني وصل الى درجة خطيرة»، محذرة «قيادة العدو من الاستمرار في هذه الجرائم». وأضافت «لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه كل ذلك وسنرد على هذا العدوان من حيث لا يحتسب الصهاينة». وأكدت الكتائب على أن «على الاحتلال أن يعلم أن أي عدوان جديد على شعبنا سيقربه أكثر من ساعة الحساب التي سيدفع في حينها ثمنا باهظا على كل الاعتداءات المرصودة في لائحة جرائمه الموثقة لدينا». وأطلق نحو 20 قذيفة من قطاع غزة على جنوب إسرائيل منذ بداية 2012. إذ تلتزم حركة حماس هدنة ضمنية مع إسرائيل ولكن مجموعات مسلحة أخرى تطلق بين الحين والآخر قذائف على جنوب إسرائيل غالبا ما ترد عليها إسرائيل بغارات على القطاع. من جهة، أحرق مجهولون يعتقد أنهم مستوطنون إسرائيليون صباح الخميس سيارة فلسطينية وكتبوا كتابات معادية للعرب في قرية النبي اليأس شمال الضفة الغربية، حسبما أعلن متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية. وأوضح ميكي روزنفيلد انه تم اعتقال مشتبه به وعثر على السيارة التي يبدو أنها استخدمت في تنفيذ الهجوم متروكة دون إعطاء المزيد من التفاصيل. ووفقا للإذاعة العامة الإسرائيلية فقد عثر على كتابات «دفع الثمن» على السيارة المحروقة. وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية منظمة تعرف باسم «دفع الثمن» تقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ فيها السلطات الإسرائيلية إجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان. وتعهد المسؤولون الإسرائيليون ومن بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بمعاقبة من يقوم بتلك الاعتداءات بشدة.