بينما تتجه جميع الأنظار لمباريات ربع نهائي كأس العالم، سيستغل هذه الفرصة لتوجيه رسالة واضحة ضد العنصرية وجميع أشكال التمييز، مستفيداً من دعم جميع المنتخبات المتبقية في البطولة. ففي جميع المواجهات الأربع، سيقوم كابتن كل فريق بتلاوة إعلان يندد بالتفرقة في عالم كرة القدم والمجتمع على حد سواء، علماً أن أعضاء المنتخبات والحكام سيقفون سوية خلف لافتة عريضة تحمل شعار «لا للعنصرية» خلال البرنامج الذي يسبق انطلاق المباريات. وقد سهرت الفيفا منذ عام 2001 على تنظيم أيام لمناهضة التفرقة في واحدة من مسابقاتها كل سنة، أي منذ أن تم التوقيع على الإعلان ضد العنصرية في كونجرس الفيفا الاستثنائي الذي استضافته بوينس آيرس. ورغم أن رفض التمييز ينطبق على جميع أيام السنة، إلا أن أيام لمناهضة التفرقة تمنح أسرة كرة القدم فرصة للتوحد في سبيل مناهضة هذه الآفة التي تهدد المجتمع في مختلف أنحاء العالم. وحسب جوزيف بلاتر ريس الفيفا «فإن جزء مهم من مسؤوليتنا الاجتماعية يتمثل في استخدام مسابقاتنا من أجل التوعية بضرورة الخوض في القضايا الاجتماعية المعاصرة. وتساعدنا أصوات اللاعبين على تضخيم هذه الرسالة والدعوة إلى التضامن والاحترام واللعب النظيف، التي تشكل القيم الأساسية للعبتنا». أما نيلسون مانديلا فإنه يرى «أن بإمكان الرياضة أن تخلق الأمل في مكان لم يكن يعرف سوى الإحباط. إنها أقوى من مبادرات الحكومات الرامية إلى وضع حد للفوارق العنصرية. إنها تضحك في وجه جميع أنواع التفرقة. لقد نجحت نهائيات كأس العالم 2010 في تجديد روح الوحدة بجنوب أفريقيا وعبر العالم، لدرجة أصبح معها الناس يجدون إنسانيتهم المشتركة.» نيلسون مانديلا، رئيس جنوب أفريقيا السابق. ومن جهته قال عضو بالفيفا «لقد وحدت هذه البطولة أهالي جنوب أفريقيا لاستغلال الإرث الذي كان نيلسون مانديلا يتمناه لهذه البلاد. رغم أن هذا المشروع ليس بإمكانه أن يحل المشكل بحد ذاته، إلا أنه يوجه رسالة واضحة المعالم مفادها أن لا مجال للتسامح على الإطلاق مع أي نوع من التفرقة.» طوكيو سيكسزالي، وزير المستوطنات البشرية، ناشط حقوقي جنوب أفريقي وعضو في لجنة للعب النظيف والمسؤولية الاجتماعية. أما الدولي الغاني أنتوني بافويه يرى «إذا قامت جميع الأطراف المنخرطة في كرة القدم بالوقوف سوية للتنديد والعمل ضد التفرقة، سيكون هناك أمل في محو هذه الظاهرة من رياضتنا. لقد تم تسجيل تطور كبير في هذا الشأن على امتداد السنوات الأخيرة، لكن مازال أمامنا عمل كبير. إن هذا اليوم لمناهضة التفرقة هنا في كأس العالم يبين بالواضح وللعالم أجمع مدى انخراط اللاعبين في التنديد بالعنصرية وعزمهم على محاربتها.»