ووزعت المنتخبات على مجموعتين ضمت الاولى جنوب افريقيا واسبانياوالعراق ونيوزيلندا، والثانية البرازيلوايطاليا ومصر والولايات المتحدة. وستقام المباريات في اربع مدن هي جوهانسبورغ وبريتوريا وبلومفونتين وراستنبرغ. وتعتبر كأس القارات الاختبار الحقيقي لقدرات جنوب افريقيا على استضافة كأس العالم بعد عام والتي رصدت لها الحكومة المحلية مبلغ 63 مليار دولار لتحسين منشآتها الرياضية وتحديث مواصلاتها واتصالاتها. وستكون الانظار مركزة على قدرة جنوب افريقيا على تنظيم هذا الحدث الكبير، الاول في كرة القدم منذ ان نظمت كأس الامم الافريقية عام 1996 وذلك بعد سنتين فقط من رفع الحظر الرياضي عنها بسبب انتهاجها سياسة التمييز العنصري في العقود الثلاثة الماضية. وسبق لجنوب افريقيا ان نظمت العديد من الاحداث الرياضية التي خلت من الاحداث الامنية وجاءت روعة في التنظيم لعل ابرزها كأس العالم في الكريكيت وكأس العالم في الركبي. وخصصت حكومة جنوب افريقيا 8 الاف عنصر للسهر على امن الجمهور في المدن الاربع التي تستضيف كأس القارات، في حين ستختبر امكانياتها في ما يتعلق بالمواصلات والبنى التحتية. وبيع حتى الان 70 في المئة من البطاقات في حين يأمل المنظمون في ان تنفد كلها في اليومين المقبلين. وتبدو المنافسة قوية بين ايطاليا بطلة العالم واسبانيا بطلة اوروبا والبرازيل بطلة اميركا الجنوبية، والمنتخبات الثلاثة تأتي بين المنتخبات الخمسة الاولى في التصنيف الشهري للاتحاد الدولي (فيفا)، وهي المرة الاولى التي يحصل فيها هذا الامر في كأس القارات. ولم يتوان مدربو المنتخبات الثلاثة العريقة في استدعاء ابرز النجوم على الرغم من الموسم الطويل على الصعيد الاوروبي، اذ يضم المنتخب البرازيلي كاكا وروبينيو، والاسباني فرناندو توريس ودافيد فيا وتشافي هرنانديز، في حين يضم الايطالي لوكا طوني واندريا بيرلو. والهدف من المشاركة بالنسبة الى هذه المنتخبات هو بالطبع احراز اللقب وتوجيه رسالة قوية للمنتخبات العريقة الاخرى وابرزها الارجنتين والمانيا وانكلترا وفرنسا بانها ستقول كلمتها في المونديال المقبل. جنوب افريقيا-العراق: يدرك الفائز في اللقاء الافتتاحي على ملعب "ايليس" بارك انه سيخطو خطوة كبيرة نحو بلوغ نصف النهائي لان الترجيحات تجعله يتخطى نيوزيلندا المغمورة وتضع اسبانيا في صدارة المجموعة. ويخوض المنتخب العراقي بطل اسيا 2007 المباراة الاهم له على الصعيد الدولي منذ مشاركته في مونديال 1986 عندما قدم اداء جيدا من دون ان يحالفه الحظ في بلوغ الدور الثاني. ويعول المدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش على الروح العالية للاعبين العراقيين في المحافل الدولية لتحقيق نتائج جيدة في هذه البطولة على غرار دورة الالعاب الاولمبية 2004 في اثينا عندما فاجأ المنتخب العراقي الجميع ببلوغه الدور نصف النهائي ثم احتلاله المركز الرابع قبل ان يخالف جميع التوقعات ويحرز كأس اسيا عام 2007. ويقول ميلوتينوفيتش الذي تسلم تدريب المنتخب قبل فترة وجيزة وقاده في معسكر في الدوحة استمر اسبوعين قبل التوجه الى جنوب افريقيا، "يملك منتخب العراق الامكانات لبلوغ الدور نصف النهائي، فعندما تحرز كأس اسيا متخطيا منتخبات عريقة مثل اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا والسعودية، فهذا طموح مشروع لك". واضاف "العامل الاهم بالنسبة الى المنتخب العراقي هو الروح العالية والقتالية التي يتمتع بها اللاعبون والذين يبذلون جهودا كبيرة لارضاء الشعب العراقي الذي عانى كثيرا في السنوات الاخيرة من الحالة الامنية في البلاد". وقال وليد طبرة المنسق الاعلامي للمنتخب العراقي في تصريح لوكالة فرانس برس: "نولي المباراة الاولى ضد جنوب افريقيا اهمية بالغة لانها ستكون مفتاح بلوغ نصف النهائي اذا قدر لنا الفوز بها". واضاف "دائما ما تكون المباراة الاولى مهمة لكن هذه المرة اهميتها مضاعفة كون الفائز بها سيخطو خطوة كبيرة نحو نصف النهائي". وتابع "بالطبع لن تكون المباراة سهلة ضد صاحب الارض والجمهور، لكن هذا العامل في بعض الاحيان يكون سلاحا ذو حدين". وكشف "لا اصابات في صفوف المنتخب العراقي وسنخوض المباراة بتشكيلة كاملة والروح المعنوية للاعبين عالية جدا ويريدون تحقيق انطلاقة جيدة". ويعول المنتخب العراقي على هدافه يونس محمود افضل لاعب وهداف كأس اسيا 2007، بالاضافة الى صانع العابه المتألق نشأت اكرم المنتقل حديثا الى تونتي انشكيده الهولندي. في المقابل، تأمل جنوب افريقيا تكرار الانجاز الذي حققته عندما استضافت كأس الامم الافريقية عام 1996 في اول مشاركة دولية لها بعد سنين من الحرمان بسبب التمييز العنصري، ونجحت في احراز اللقب. وتراجع مستوى المنتخب الجنوب افريقي في السنوات الاخيرة وشهد جهازه الفني تغييرات كثيرة الى ان رسى على البرازيلي جويل سانتانا الذي خلف مواطنه الشهير كارلوس البرتو باريرا. ويعتمد المنتخب الجنوب افريقي على لاعب وسط ايفرتون المتألق ستيفن بينار وعلى زميله صانع الالعاب تيكو موديزي. في حين ستتأثر الجبهة الهجومية في غياب المهاجم المخضرم بينيديكت ماكارثي. اسبانيا-نيوزيلندا: يدخل المنتخب الاسباني مباراته ضد نظيره النيوزيلندي في مدينة راستنبرغ مرشحا فوق العادة للفوز بعدد وافر من الاهداف نظرا لفارق الامكانات بين بطل اوروبا وبطل اوقيانيا. وتشارك اسبانيا المصنفة اولى عالميا في هذه البطولة للمرة الاولى في تاريخها وتأمل في اضافة اللقب الى خزائنها كما فعلت فرنسا عام 2000 عندما توجت بطلة لاوروبا، ثم بطلة لكأس القارات في العام التالي. وتبدو صفوف المنتخب الاسباني قوية في جميع الخطوك بدءا من الحارس المتألق ايكر كاسياس، ورباعي خط الدفاع سيرجي راموس وجيرارد بيكيه وكارليس بويول وكابديفيا، ورباعي خط الوسط تشافي هرنانديز وتشابي الونسو والبرتو رييرا وفرانسيسك فابريغاس والاخير سيحل مكان اندريس انييستا المصاب، في حين يقود خط الهجوم الثنائي الخطير فرناندو توريس ودافيد فيا. ولم يخسر المنتخب الاسباني في مبارياته ال32 الاخيرة، كما فاز في مبارياته ال11 الاخيرة على التوالي. اما نيوزيلندا فتشارك في البطولة للمرة الثالثة من دون ان تحقق اي نقطة في مبارياتها الست السابقة وتبدو امالها ضعيفة جدا في تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل في مواجهة ابطال اوروبا.