شددت سمو الأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة -بداية الأسبوع الجاري بأكادير- على أهمية الحكامة الجيدة للموارد المائية لفائدة السلم والعيش الكريم بالمتوسط. وأوضحت سمو الأميرة للا حسناء أنه «وبالرغم من صبغتها العالمية -فإن الإشكاليات المتعلقة بالماء والإكراهات التي ترافقها مثل تغير المناخ- تشكل تحديا كبيرا بالنسبة لبلدان البحر الأبيض المتوسط -لكونها منطقة تأرجح جيو مناخي- يجعلها معرضة لمختلف التأثيرات- وخاصة منها نذرة المياه». وأضافت أمام حوالي مائتي مؤتمر مجتمعين بهذا اللقاء المنعقد تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس «إننا مطالبون لإيجاد الحلول والمقاربات الخلاقة لابتكار وسائل جديدة تضمن ما يكفي من الموارد المائية التي تطلبها حاجيات التنمية- علما أنه لا سبيل لتحقيق تنمية بشرية حقيقية دون سن صيغ للتدبير المستدام لهذه الموارد». وأشارت سمو الملكي الأميرة للا حسناء في هذا الإطار إلى أنه «يتعين مستقبلا على بلدان البحر الأبيض المتوسط تعزيز التعاون والشراكة بينها -والاستفادة من تجاربها وخبراتها- على نحو يمكن اعتماد أفضل النماذج- مع تحديد أنجع السبل والوسائل التي تمكن من استخدام موارد المناطق الرطبة بطريقة مستدامة- وخاصة الموارد المائية». وذكرت بكون « المناطق الرطبة تعتبر أنظمة ايكولوجية هشة -سريعة التأثر بطرق استعمال غير ملائم لمواردها الطبيعية إن كانت لا تتوافق ووتيرة تجددها لضمان الاستمرارية والاستدامة». وشددت على أن التحدي الكبير الذي يجب تجاوزه للمحافظة والتدبير المستدام للمناطق الرطبة هو ضمان الانسجام بين الخيارات الإستراتيجية للمحافظة على موارد هذه المناطق وتنميتها- وكذا الاحتياجات الناتجة عن الضغط اليومي للمصالح الآنية. وأكدت رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة أن المغرب يبذل جهودا متواصلة من أجل التوفيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية والبشرية والاهتمام الدائم بالمحافظة على تنوعه البيولوجي وحمايته. وأبرزت سمو الأميرة للا حسناء أن «القضايا البيئية التي تعتبر من بين انشغالاتنا الأساسية- قد تم دمجها في برامجنا التنموية» مذكرة بالسياسة ‹الرائدة والاستباقية» للمملكة في مجال تعبئة الموارد المائية حيث بلغت القدرة الاستيعابية لحقينات ما يزيد عن 130 سدí- 18 مليار متر مكعب. «وفي ما يتعلق بالمناطق الرطبة- تضيف سمو الأميرة للا حسناء- فإن بلدنا يتميز بغنى نظمه البيئية- حيث تم تصنيف 84 منها كمواقع ذات أهمية بيولوجية وإيكولوجية في إطار المخطط المديري للمناطق المحمية- كما تم تسجيل 24 منها في لائحة رامسار للمناطق الرطبة ذات الأهمية الدولية. وتحتضن هذه المناطق- التي تغطي أكثر من 200 ألف هكتار- أكثر من 700 نوع من النباتات القنوية وأكثر من 1400 نوع من الحيوانات الفقرية». وأضافت سموها إنه «بمصادقتها على اتفاقية رامسار منذ عام 1980- التزمت بلادنا بالعمل على المحافظة على المناطق الرطبة- وإعادة تأهيلها? وتدبيرها المستدام». وتأمل صاحبة السمو الملكي أن تساهم هذه الندوة «في تعميق النقاش حول إشكالية الماء والمناطق الرطبة وستمكن من إيجاد العناصر والآليات -وخاصة منها تلك المتعلقة بتفعيل التعاون الجهوي والدولي- لإعداد وتنفيذ برامج عملية كفيلة بضمان ديمومة هذه النظم الإيكولوجية الجد هشة».