حملت القيادة الفلسطينية إسرائيل مسؤولية فشل المحادثات الاستكشافية التي استهدفت استئناف مفاوضات السلام وأكدت رفضها العودة إلى تلك المفاوضات وعزمها البحث عن وسائل بديلة لإقامة الدولة الفلسطينية. جاء ذلك في بيان رسمي صدر الاثنين عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي قالت إن القيادة الفلسطينية «على ضوء نتائج لقاءات عمان تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن فشلها». وأضاف البيان أن «هذه اللقاءات كشفت عن إصرار إسرائيل على مواصلة الاستيطان ورفضها حل الدولتين على أساس حدود عام 1967 وكذلك تصميم إسرائيل وحكومتها الحالية على خطة واحدة هي الاستيلاء على معظم الأراضي الفلسطينية، وإقامة نظام عنصري يمزق وحدة الضفة الغربية». من جهة أخرى نقلت وكالة رويترز للأنباء عن عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قوله إن القيادة الفلسطينية قررت عدم العودة إلى المحادثات التي عقدت في العاصمة الأردنية مثلما طالبت به أوروبا والولايات المتحدة. وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قد عقدت الاثنين اجتماعا برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث نتائج لقاءات عمان وملف الانتخابات. وقال عباس، في مستهل الاجتماع الذي عقد في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، إنه سيجري بحث نتائج المفاوضات التي جرت خلال الفترة الماضية، بما في ذلك اللقاءات التي تمت برعاية الملك الأردني عبد الله الثاني، والخيارات الفلسطينية في الفترة المقبلة، قبل الذهاب إلى اجتماع لجنة المتابعة العربية. وكانت المحادثات الاستكشافية التي عقدت في عمان قد انتهت في 25 يناير الجاري دون تحقيق أي تقدم يذكر من أجل وضع الأرضية اللازمة لاستئناف مباحثات الوضع النهائي كما ورد في مبادرة اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الأوسط التي أطلقت في سبتمبر الماضي. من جانبه، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقته على انسحاب إسرائيل من غور الأردن بعد اتفاق مع الفلسطينيين، مشدّدا على أنه سيوقع على اتفاق كهذا فقط إذا كانت إسرائيل ستبقى مسيطرة على الغور خلافا لتقرير صحفي تناول هذا الموضوع. وقال نتنياهو في بيان رسمي إنه مستعد للتوقيع على اتفاق دائم يشمل بقاء إسرائيل في غور الأردن، مشيرا إلى أنه لا أحد «غير حكومته» قادر على أن يضمن ذلك بشكل مسؤول وواقعي من أجل «أمن إسرائيل» الذي يستدعي «البقاء في غور الأردن». وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية قد نشرت الاثنين تقريرا قالت فيه إن المحامي يتسحاق مولخو -المبعوث الخاص لنتنياهو إلى المحادثات مع الفلسطينيين في العاصمة الأردنية عمّان- أبلغ الجانب الفلسطيني أن إسرائيل ستكتفي بترتيبات أمنية عند نهر الأردن ولم يطالب بسيادة إسرائيلية في منطقة غور الأردن.