قاربت ندوة فكرية الأحد الماضي على هامش المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة «أزمة الكتاب العربي بين النشر والتوزيع والوسائط الحديثة «, وذلك بمشاركة عدد من المفكرين والمسؤولين عن دور النشر العرب. وطرحت الندوة للنقاش أسباب تدني إحصائيات توزيع الكتاب العربي والتي أرجعها متخصصون إلى عدم قيام الهيئات والمؤسسات الرسمية المكلفة بالنشر بالدور المنوط بها في صناعة ثقافية وطنية, بسبب غياب سياسات ثقافية واضحة وانعدام المنافسة المتكافئة بين دور النشر الخاصة وبين المؤسسات الرسمية. وسجل المتدخلون وجود مشاكل عدة تؤثر فى توزيع المطبوع تتمثل أساسا في غياب تقديرات مبنية على دراسات علمية لاحتياجات السوق الثقافية العربية مما جعل النشر فى النهاية أمرا عشوائيا تتداخل فيه الأدوار. وبحسب أرقام لاتحاد الناشرين العرب وزعت على هامش الندوة فإن العالم العربى كله ينتج حوالى 40 ألف عنوان سنويا في حين تنتج بعض الدول الأوروبية 400 ألف عنوان, وتستأثر مصر لوحدها بإنتاج 25 بالمائة من هذه الاصدارات الجديدة. وأكدت الندوة أنه من الصعب فى دول ما يزال المواطن فيها يبحث عن ثمن رغيف العيش أن يكون توزيع الكتب كبيرا, منتقدة غياب إستراتيجية واضحة في التعاطي مع عدد من القطاعات بالدول العربية , ليس فقط في المجال الثقافي بل فيهن سائر القطاعات الحيوية. واعتبرت أن غياب القارئ العربى يعمق أيضا من أزمة النشر والتوزيع وعزت ذلك الى ضعف دخل المواطن العربي والذي يعتبر القراءة نوعا من الرفاهية بخلاف القارئ الغربي دون نسيان أن نسبة كبيرة جدا من المواطنين العرب لا تعرف القراءة والكتابة أصلا. وسلط عدد من المتدخلين الضوء كذلك على الانتشار الواسع للوسائط الحديثة للنشر مثل الإنترنت والمدونات والتي باتت تزاحم دور النشر الورقي في النسبة الضئيلة أو الشريحة البسيطة من القراء. ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 43 في الفترة ما بين 21 يناير و 7 فبراير وتشارك فيه 745 ناشرا يمثلون 29 دولة منها 17 دولة عربية.