بحضور جمهور غفير من التونسيين والأجانب من محبي الموسيقى الروحية، احتضن مركز الموسيقى العربية والمتوسطية (النجمة الزهراء) بمنطقة سيدي بوسعيد ، بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، مساء السبت الماضي، أمسية فنية أحيتها فرقة (الحضرة الشفشاونية) المغربية للموسيقى الصوفية . وقدمت المجموعة المغربية خلال هذه السهرة ، التي حضرها سفير المغرب بتونس، نجيب زروالي وارثي وكاتبة الدولة السابقة في الشؤون الخارجية ، لطيفة أخرباش وعدد من الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين بتونس وشخصيات تونسية، جملة من الوصلات المتنوعة من فن الحضرة الشفشاونية متنوعة الأنغام. كما أتحفت الفرقة، التي تضم 14 عازفة بقيادة أرحوم البقالي ، الجمهور الحاضر الذي تفاعل من هذا اللون الموسيقي الصوفي الأصيل بتباشير مولدية احتفاء بالمولد النبوي، قبل أن تختم السهرة بحصة من فن المديح والسماع نالت إعجاب الجمهور الحاضر. وبهذه المناسبة عبر مدير مركز الموسيقى العربية والمتوسطية (النجمة الزهراء) ، أنس غراب ، وهو باحث أكاديمي في مجال الموسيقى ، عن إعجابه بهذا اللون من الموسيقي الروحية وتألق فرقة الحضرة الشفشاونية في أدائه. وقال إن هذه التظاهرة الفنية، التي نظمت بتعاون بين المركز والسفارة المغربية بتونس، من شأنها أن تساهم في تطوير التبادل والتعاون الثقافي والفني بين البلدين. ويقوم المركز التابع لوزارة الثقافة التونسية بالعمل على حفظ التراث الموسيقي ونشره والنهوض بالدراسات والبحوث الموسيقية. يذكر أن (الحضرة الشفشاونية) ، هو لون من ألوان الموسيقى الروحية لمدينة شفشاون ، وهو نمط تختص بأدائه النسوة ويقوم على إنشاد الأذكار والمدائح النبوية مع مرافقة الآلات الوترية والإيقاعية. ويقول أحمد محب مدير الفرقة ، إن الإشعاع الذي أصبحت تعرفه هذه المجموعة يعود إلى المثابرة في تكوين أعضائها وتطوير أدائهم بطرق علمية ، مع الاهتمام بالجانب الفني الموسيقي والعمل على تطويره ، فضلا عن التركيز على الجانب الجمالي من خلال إبراز الزي التقليدي الأصيل الذي كانت ترتديه المرأة قديما في شمال المغرب. من جهتها عبرت قائدة الفرقة أرحوم البقالي ، الحائزة وطنيا، على الجائزة الأولى في (الصولفيج) والجائزة الشرفية في الموسيقى الأندلسية ، عن سعادتها لنجاح هذه الأمسية، التي قالت إنها مكنت الجمهور التونسي لأول مرة من الاطلاع على هذا اللون الموسيقي الأصيل الذي يتميز به المغرب. يذكر أن فرقة (الحضرة الشفشاونية)، التي تأسست سنة 2004، سبق لها شاركت في العديد من التظاهرات والمهرجانات الوطنية والدولية، من بينها مهرجان الموسيقى الروحية بفاس ومهرجان الموسيقى التقليدية بمراكش وموسم أصيلة الثقافي الدولي ومهرجان موازين بالرباط ، إضافة إلى تمثيل المغرب في عدد من التظاهرات الدولية، خاصة في معهد العالم العربي بباريس وقصر الفنون ببروكسيل وغيرهما.