أنشدت مجموعة الحضرة الشفشاونية برئاسة للارحوم البقالية، فأطربت الجمهور الغفير الذي غصت به رحاب قصر مولاي حفيظ مساء أمس السبت في آخر أمسية من أماسي المهرجان العربي الأول للسماع والمديح "مولديات طنجة 2010" الذي سيسدل الستار اليوم على فعالياته. وقدمت مجموعة الحضرة الشفشاونية، خلال هذا الحفل، بالإضافة إلى مقطعات من الحضرة الشفشاونية التي تتميز بإيقاعها المركب وتتغنى بقصائد وأزجال الشيوخ المحليين للزاوية البقالية بشفشاون، وصلات من فن التبشير وهو لون خاص بالنساء ينشدنه بمناسبة عيد المولد النبوي، بإيقاع رفيع ورشيق، فأبانت عضوات هذه المجموعة عن علو كعبهن في إنشاد وتسميع هذا اللون من المدائح النبوية وأبرزن مرة أخرى أصالة الحضرة الشفشاونية كلون صوفي روحاني رباني. وتميزت أفراد المجموعة، بأزيائهن التقليدية التي توحدنهن، وتتكون من لباس يشبه القفطان الشفشاوني، والشَدَة ومنديل يوضع فوق رؤوسهن ويسمي بالشفشاونية (السبنيَة السوِيسِيَة)، والحراز، وهو على شكل عمامة يعتمر بها على الرأس، إضافة إلى انتعالهن (الشربيل)، الذي يجب أن ينسجم مع اللباس الموحد ككل. أما بالنسبة لحاملات الأعلام فيتميزن عن الأخريات بارتداء اللون الأبيض. واستمتع الجمهور كذلك بمقطعات ومقطوعات أداها الفنان المصري محمد ثروت، الذي سبق له أن شارك في مهرجان فاس للموسيقى الروحية العريقة. وقد أثرى هذا الفنان على مدار ربع قرن من الزمن حركة الغناء الجاد، وتنوعت أعماله بين العاطفي والوطني والديني، وهذا اللون الأخير حسب قوله علمه أصول الغناء، ومن بين الأعمال التي أداها بهذه المناسبة "يا رسول الإنسانية". وكان مسك الختام مع الفنان الشاب سعيد بلقاضي من جوهرة البوغاز، الذي أنشد السماع من صميم قلبه فأبهر الحاضرين بصوته الطروب وبأسلوبه الفريد في الأداء، وهو يسعى بذلك رفقة مجموعته التي أسسها قبل ثمان سنوات إلى الحفاظ والرقي بمستوى السماع الصوفي والموسيقى الأندلسية، وإبرازهما في كل التظاهرات التي شارك فيها بالمغرب وفي المغرب العربي، والخليج العربي وأوروبا وآسيا. وتميزت أمسية أمس بالتكريم الذي خص به المهرجان الشيخ عبد اللطيف بنمنصور، وهو واحد من أبرز المسمعين والمادحين بالمغرب، وأحد مؤسسي جمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب، وأول من جمع "ديوان الحايك" لأشعار الآلة الأندلسية، وله ديوان "نفحات العرف والذوق في مدح طه سيد الخلق".