صدحت مساء أمس الجمعة بطنجة،شرفة المغرب البحرية على المتوسط،وفي اليوم الثاني من فعاليات المهرجان العربي الأول للسماع والمديح "مولديات طنجة" 2010"،أصوات مغربية وسورية أبهرت عشاق القصيد والإنشاد. وجمعت ثاني أمسية من أماسي "مولديات طنجة"،وهي في عمقها نوستالجيا لعطر الماضي واستجابة لقيم هي من صميم هوية منصهرة في رحابة إنسانية كونية،في رحاب قصر مولاي حفيظ بين الطرب الأصيل والكلمة الراقية واللحن الشجي المنبعث من حناجر فنانين يتمتعون بخبرة وتجربة كبيرتين في مجال الإنشاد الديني. وقد افتتح فقرات هذه الأمسية الفنان المنشد سعد التسماني ومجموعة الزاوية الكتانية من طنجة،وتلاهما الفنان المنشد التهامي الحراق صحبة مجموعة الزاوية الحراقية من تطوان،الذين قدموا مقطوعات واستهلالات من الصلاة المشيشية للقطب أبو محمد عبد السلام ابن مشيش،ومتن الهمزية في مدح خير البرية ومتن البردة للإمام البصري،وقصيدة المنفرجة للإمام الغزالي. كما عاش جمهور المهرجان لحظات شيقة مع الفنان السوري عمر سرميني،أحد الأسماء المرموقة على الساحة الطربية السورية،الذي قدم بصوته الشرقي عالي الدرجات مجموعة من الموشحات والقدود الحلبية ووصلات من قصائد عربية غزلية،رفقة مجموعة الدراويش. ويحرص الفنان عمر سرميني،الذي سبق له أن أطرب جمهور مهرجان فاس للموسيقى الروحية العريقة،على تقديم القوالب الموسيقية القديمة والطربية كالدور والموشح والقصيدة والقدود الحلبية في حفلاته. يشار إلى أن الفنان السوري عمر سرميني ،المزداد سنة 1962 بحلب،قد حفظ القرآن ودرس أحكام التجويد على يد الشيخ أحمد ادلبي،كما أخذ فن الموشحات على يد الأستاذ نديم الدرويش وآلة العود على يد الأستاذ محمد قصاص في المعهد العربي للموسيقى بمسقط رأسه. وسيحيي فقرات أمسية اليوم ما قبل الأخير من المهرجان العربي الأول للسماع والمديح "مولديات طنجة 2010" كل من سعيد بلقاضي من طنجة ومجموعة للا رحوم البالي التي ستقدم الحضرة الشفشاونية والفنان المصري محمد ثروت من مصر،وقبلها سيكون جمهور المهرجان،كالعادة،على موعد ما بين الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال والساعة الخامسة والربع مع الزوايا الصديقية بطنجة،والشقورية بشفشاون،والوزانية من وزان.