تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى لقائه أول أمس الثلاثاء في واشنطن العاهل الأردني عبد الله الثاني بالتعاون الوثيق مع الأردن من أجل دفع إسرائيل والفلسطينيين إلى التفاوض بطريقة جدية تحقق تقدما على درب اتفاق السلام. من جانبه قال الملك عبد الله الثاني إن الأردن يسعى إلى دفع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للمضي قدما وتخطي العقبات للوصول إلى مفاوضات مباشرة تؤدي إلى حل شامل. وأعرب عن تفاؤله بشأن المباحثات الاستكشافية بين الإسرائيليين والفلسطينيين برعاية الأردن، وعن الأمل في إخراج الجانبين من حالة «التأزم» الراهنة. وبدأت مناقشات استكشافية في الثالث من يناير الجاري بعمان بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين بعد توقف طويل للمفاوضات عقب تعليق عباس المحادثات منذ 15 شهرا بسبب توسع إسرائيل في بناء المستوطنات بالضفة الغربيةالمحتلة. ورغم إقرار مسؤولين أردنيين بأن المفاوضات أظهرت التباين في موقف الطرفين تجاه جملة من القضايا الهامة، فقد أكدوا أنها اتسمت بالوضوح والصراحة، مشيرين إلى أن الهدف من المفاوضات هو الوصول إلى أرضية مشتركة وإلى تقريب المواقف المتباينة. وقد ذكر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الجانب الإسرائيلي اكتفى في اجتماعات عمان الثلاثة بطرح ورقة من 21 نقطة حول القضايا التي ستتم مناقشتها ولم تتضمن رؤيته تصوره للحل خاصة فيما يتعلق بالأمن والحدود مثلما تطلب اللجنة الرباعية التي حددت 26 يناير موعدا لتقديم الطرفين تصوراتهما للحل. في المقابل أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو استعداده للتوجه إلى مدينة رام الله فورا لبدء المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني، متهما في الآن نفسه الفلسطينيين برفض التفاوض مع إسرائيل. في سياق متصل وصف وزير إسرائيلي تصريحا صدر أمس الأول الاثنين عن نيك كلينغ نائب رئيس الوزراء البريطاني بشأن الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية بغير المسؤول وغير المطلع. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن تصريح كلينغ من شأنه إعطاء ذريعة للفلسطينيين كي يضعوا مزيدا من الشروط المسبقة لإجراء المفاوضات، حسب زعمه. وكان نيك كلينغ ندد بالأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية ووصفها بأنها تخريب متعمد لجهود إقامة الدولة الفلسطينية، في أقوى تصريح يصدر عن بريطانيا.