يشكل برنامج تقوية التزويد بالماء الشروب بمنطقة فاس-مكناس بكلفة إجمالية تصل إلى 6،2 مليار درهم، خطوة جبارة لضمان تزويد هذين التجمعين السكنيين بالماء الصالح للشرب. فإذا كانت الموارد المتوفرة حاليا كافية لسد احتياجات المدينتين، فإن القطاع سيكون على موعد مع أيام أفضل بكثير من سابقاتها، بفضل هذا البرنامج الذي اطلع عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الخميس الماضي بفاس. وسيكون للاستثمارات الضخمة الجاري تنفيذها أو التي توجد في مرحلة ما قبل الإطلاق، انعكاسات إيجابية على ساكنة هذه الجهة الواقعة وسط المملكة، لاسيما في ظرفية تتسم بالاحتياج المتزايد للماء الشروب. وفي انتظار ذلك، بإمكان مدينتي فاسومكناس الافتخار اليوم بكونهما تتوفران على «موارد مجهزة» من شأنها الاستجابة بالشكل الأمثل لحاجيات ساكنتهما على الأقل إلى غاية سنة 2015. موارد كافية للاستجابة لحاجيات ساكنة فاسومكناس في أفق 2015 تعتمد مدينة فاس على مصدرين رئيسيين للتزود بالماء الصالح للشرب، يتمثل أولهما في المياه السطحية لوادي سبو التي تتم معالجها على مستوى محطة المعالجة عين النقبي، والتي تؤمن منسوبا يصل إلى 1700 لتر في الثانية. أما المصدر الثاني فيتثل في المياه الجوفية لفرشة سايس التي تستغل من قبل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، والشركة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس. ويصل منسوب هذه الموارد حاليا إلى 1650 لتر في الثانية، من بينها 580 لتر في الثانية حصة الشركة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس. وبالنسبة لمدينة مكناس، فالموارد التي تعتمد عليها للتزود بالماء الصالح للشرب تتشكل، في مجملها، من موارد جوفية، تتمثل، على الخصوص، في الموارد المستغلة من قبل الشركة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس، والتي تهم عين بتيت وعين رباع وعين تاكما وعين عتروس. ويصل المنسوب العام المستغل للموارد الأربعة خلال فترات التدفق المنخفض إلى 740 لتر في الثانية علما بأن هذه الموارد تعاني من تقلبات هامة على مستوى منسوبها بناء على كمية التساقطات المطرية. وبالإضافة إلى ذلك، فالعاصمة الإسماعيلية تستفيد من الفرشة المائية لسايس وفرشة الحاج قدور، المستغلتين من قبل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، واللتين يصل معدل صبيبهما الإجمالي، خلال فترات التدفق المنخفض، إلى 440 لتر في الثانية. ورغم كون هذه البنيات التحتية تضمن تلبية احتياجات سكان الجهة في أفق سنة 2015، فإن مدينتي فاسومكناس انخرطتا في دينامية جديدة للاستمرار في التزود بالماء الصالح للشرب حيث تمت تعبئة مئات الملايين من الدراهم لضمان تأمين ومواصلة تزويد الجهة بأسرها بالماء الصالح للشرب على المدى البعيد. وتتوخى هذه المشاريع ضمان الحفاظ على الموارد المائية الجوفية التي تتوفر عليها الجهة، وترشيد استعمال هذه الموارد التي تعرف حاليا تراجعا يعزى إلى الاستغلال المفرط لها وارتفاع نسبة التزود بالماء الشروب حيث استفاد حوالي 3،2 مليون شخص من العالمين القروي والحضري بالمنطقة، فضلا عن التطور السوسيو اقتصادي الذي عرفه هذا القطب. ويأتي في مقدمة هذه الأوراش، المشروع المتعلق بإنجاز نظام للتقريب من خلال سد إدريس الأول، لتعزيز معدل إنتاجية الماء الشروب بجهة فاسمكناس، وإحداث محطة للمعالجة بصبيب يصل إلى 2000 لتر في الثانية. وسيمكن بدء تشغيل هذه المحطة، المرتقب خلال صيف سنة 2015، من تلبية احتياجات الساكنة من الماء الصالح للشرب في أفق سنة 2022، بغلاف إجمالي يصل إلى 7،1 مليار درهم. وعلاوة على هذا المشروع، هناك مشروع آخر هام يتعلق بإنجاز محطة لمعالجة مياه سد ولجة السلطان بصبيب يصل إلى 1000 لتر في الثانية، والذي سيتم إنجازه في أفق سنة 2020 بكلفة تصل الى 700 مليون درهم لتلبية حاجيات مدينة مكناس في أفق سنة 2030. وإلى جانب هذين المشروعين، يجري بمدينتي فاسومكناس تنفيذ مشروعين لا يقلان أهمية عن المشاريع السابقة, يهم أولهما الذي سيكلف إنجازه 115 مليون درهم تحويل صبيب يصل إلى 500 لتر في الثانية على مستوى محطة معالجة مياه وادي سبو، بهدف تعزيز تزود مدينة فاس بالماء الصالح للشرب. أما المشروع الثاني الذي يتطلب إنجازه غلافا ماليا يقدر ب 100 مليون درهم، فيهم تخصيص صبيب يصل إلى 600 لتر في الثانية على مستوى محطة معالجة مياه عين بتيت وعين رباع، بهدف تعزيز تزود مدينة مكناس بالماء الشروب..