بعد مرور أكثر من سنة، على حالة الجمود والشلل التي طبعت المجلس الجماعي للدار البيضاء. عادت الروح من جديد لتدب في هياكله، بعد أن التأم أعضاؤه صبيحة أمس، في إطار اشغل الدورة العادية لشهر أكتوبر. ويأتي انعقاده هذه الدورة، بعد أن توصل ممثلو أغلبية الأحزاب السياسية بالمجلس، في لقاء عقد عشية الدورة، إلى صيغة تنهي وضعية» البلوكاج» وذلك بالتوقيع على «ميثاق شرف». وحسب هذا الميثاق، التي تتوفر الجريدة على نسخة منه، فقد تم الاتفاق، على مجموعة من النقط، في مقدمتها» اعتماد التدبير التشاركي في تسيير المجلس وذلك بحضور ممثلين عن المجموعات غير الممثلة في المكتب في اجتماعاته»، و»مراعاة التوازن فيما يخص التفويضات وذلك بمنح تفويض المهام لنائب واحد عن كل حزب في قطاع محدد»، مع «تكوين لجان متخصصة للملفات الكبرى والتدبير المفوض وإلغاء للجنة الحالية لتتبع التدبير المفوض بشركة ليديك». ويتعلق الأمر بالنسبة لهذه اللجن المتخصصة، بلجن مراجعة العقود والممتلكات والامتيازات واستغلال الملك العمومي، تنمية وتتبع المداخيل، تتبع التدبير المفوض لشركة ليديك، سوق الجملة، المجازر، ولجنة تتبع النقل الحضري. كما دعا نفس الميثاق، إلى ضرورة، « تفعيل الحكامة الجيدة في تدبير المرفق الجماعي بإعادة الهيكلة بما فيها تغيير بعض رؤساء الأقسام والمصالح ووضع برنامج للنهوض بأداء خدماتها»، وكذا الاهتمام ب»سياسة القرب بكل الوسائل الممكنة قانونيا وبصفة خاصة الرفع من المنح المخصصة للمقاطعات». ويلتزم رئيس المجلس، وفق هذا الميثاق، بالسهر على تنفيذ بنوده. وعموما ، فقد تميزت هذه الجلسة، التي تأخر موعد افتتاحها بأكثر من ساعة ونصف، في انتظار توفر النصاب القانوني، بتدخل مجموعة من أعضاء المجلس في إطار نقط نظام، طالبوا فيها بضرورة إحالة النقط المتضمنة في جدول الأعمال على اللجن من أجل دراستها قبل إحالتها على المجلس، كما تنص على ذلك المادة 14 من الظهير المنظم للعمل الجماعي. كما أثار آخرون مصير الدورات السابقة التي لم تعقد أصلا، كدورة الحساب الإداري والدورة الاستثنائية التي كانت مخصصة لآثار الفيضانات على مدينة الدارالبيضاء، ودورات أخرى. وطالب آخرون، بضرورة تحديد القضايا والمشاكل الأساسية ذات الألوية بالدارالبيضاء، مقترحا أن يتم تخصيص 8 في المائة من الميزانية المخصصة لبناء المسرح الكبير، - حوالي 157 مليار سنتيم -، لمحاربة دور الصفيح بالحي المحمدي. فيما استغل ممثل العدالة والتنمية نقطة نظام، ليذكر فيها بمواقف الفريق، من مجموعة من القضايا التي سبق أن أثارها في وقت سابق، وقال في هذا الصدد، « مواقفنا من الحساب الإداري والإختلالات التي عرفها التسيير الإنفرادي للرئيس لم تتغير»، معتبرا أن ميثاق الشرف الموقع، يأتي من أجل معالجة الإختلالات القائمة. فيما تساءل ممثل الإتحاد الاشتراكي الذي لم يوقع على ميثاق الشرف، هل كان علينا أن ننتظر أكثر من سنة للتوقيع على هذا الميثاق.؟. هذا ومن المقرر، أن تستأنف الجلسة، بعد زوال نفس اليوم ، لمواصلة مناقشة نقط جدول أعمال الدورة، المتمثلة في، المصادقة على إحداث مرفق عمومي يتعلق باستغلال ترامواي البيضاء مع إعطاء الإذن لشركة نقل البيضاء باستغلاله مباشرة من طرفها أو عن طريق اللجوء إلى الخدمات الخارجية، المصادقة على مشروع اتفاقية تمويل إنجاز المسرح الكبير بالدارالبيضاء، المصادقة على اتفاقية تتعلق بتتبع أشغال إنجاز المسرح الكبير من طرف شركة الدارالبيضاء للتهيئة، المصادقة على منح المقاطعات برسم السنة المالية 2012 ،المصادقة على مشروع ميزانية الجماعة الحضرية برسم سنة 2012 ، إضافة إلى نقط أخرى. وتقدر قيمة المشاريع المعروضة على مجلس الدارالبيضاء في هذه الدورة، 1600 مليار سنتيم. فهل» ينجح» ساجد في تمرير هذا المبلغ، دون الرجوع إلى اللجن، وما موقف ممثلي الأحزاب السياسية، من ذلك، خصوصا وأنهم ملؤوا الدنيا في وقت سابق بالحديث عن الاختلاسات وضرورة محاسبة الرئيس ومن يدور في فلكه. فما الذي تغير بين الأمس واليوم، هذه التساؤلات وغيرها، أثيرت بشكل غير مباشر في فضاء قاعة المجلس، وهو ماجعل أحد أعضاء المجلس، الذي عرف في وقت سابق بنقذه الشديد لتسيير المجلس، يذكر من جديد بمواقفه السابقة من مجموعة من ملفات الفساد، متسائلا في الوقت تفسه عما تحقق وماذا تغير. وكان والي جهة الدارالبيضاء الكبرى محمد حلب، قد عقد لقاء بدوره في بحر هذا الأسبوع، مع مختلف ممثلي الأحزاب السياسية في المجلس، حيث حثهم على ضرورة حضور جلسة الأمس، من أجل تجاوز حالة الشلل، التي ألقت بظلالها على المجلس منذ مايقارب سنة. ويبدو أن هذا اللقاء، مهد بشكل كبير للتوقيع على «ميثاق الشرف» بين رئيس المجلس وباقي أغلبية مكوناته.