جيكوف لو... يهودي متشدد يرأس طاقم موظفي البيت الأبيض أعلن رئيس طاقم موظفي البيت الأبيض (ويليام ديلي) استقالته من منصبه، ورغم تمهيد ديلي لقراره الاستقالة منذ شهر أكتوبر الماضي، إلا أن عنصر المباغتة في قراره، جاء على خلفية تخليه عن تعهده السابق بالبقاء في منصبه حتى يفوز أوباما بفترة رئاسية جديدة، وهو أمر يعتبره ديلي محسوماً، بحسب صحيفة يديعوت احرونوت، الاكثر مباغتة وفقاً للصحيفة العبرية عينها هو تعيين اليهودي الارثوزوكسي المتشدد (جيكوف لو) خلفاً لديلي، ففي حين تدرّج لو في مناصب عديدة بالبيت الأبيض، إلا انه جمع عدداً كبيراً من تحفظات الدوائر السياسية وربما الاقتصادية في واشنطن، وكان لذلك بالغ الأثر في اعتراض المراقبين على تعيينه في منصبه الجديد. وتشير معلومات الصحيفة العبرية إلى أن استقالة ديلي وقرار تعيين لو خلفاً له، سيدخلان حيز التنفيذ نهاية شهر يناير الجاري، بعد 12 شهراً من قرار أوباما تعيين ديلي في منصبه، خلفاً للسياسي اليهودي المحنك (رام عمانوئيل)، ووفقاً لما نقلته يديعوت احرونوت عن رئيس طاقم موظفي البيت الأبيض المستقيل ويليام ديلي: «تعهدت أمام الرئيس اوباما ان أظل في منصبي حتى فوزه بفترة رئاسية جديدة، فأنا أثق في انه سيفوز بمنصبه للمرة الثانية، عندئذ سأعود إلى زوجتي في شيكاغو»، إلا أن ديلي باغت الجميع واتخذ قراره بالاستقالة وسط دهشة موظفي البيت الأبيض، وربما اوباما نفسه، إلا أن مقربين منه أعربوا عن اعتقادهم بأن قرار استقالة ديلي تعود إلى الكتاب الصادر في الولاياتالمتحدة قريباً حول حياة أسرة الرئيس الأميركي في البيت الأبيض. أما رئيس طاقم موظفي البيت الأبيض المعين حديثاً جيكوف لو، فهو اليهودي صاحب الخبرات الواسعة في البيت الأبيض، ففي حين خدم به إبان إدارة بيل كلينتون، عاد إلى الإدارة الأميركية مجدداً نائباً لوزير الخارجية هيلاري كلينتون، وقبل عام تقريباً تم تعيينه رئيساً لشؤون إدارة وميزانية البيت الأبيض، وفي إطار هذا المنصب، كان لو مسؤولاً عن إعداد ميزانية الولاياتالمتحدة لعام 2011، التي وصلت إلى 3.7 تريليون دولاراً. حريص على أداء الصلوات اليهودية عن حياته الخاصة تشير يديعوت احرونوت إلى انه عندما كان يقيم في مدينة واشنطن، كان يواظب على أداء الصلوات اليهودية في معبد (بيت شالوم) بمنطقة بوتوميك الواقعة على أطراف العاصمة الأميركية، بيد انه خلال تواجده في مدينة نيويورك كان حريصاً على أداء الصلوات في معبد (هيبرو انستتيوت) Hebrew Institute في ضاحية برونكس، كما ساهم لو في بناء مدرسة التعليم الأساسي اليهودي الوحيدة في واشنطن. على خلفية تعيينه في منصبه الجديد، تلقى جيكوف لو العديد من خطابات التهنئة والمباركة من قادة الطائفة اليهودية الارثوزوكسية بالولاياتالمتحدة، أما مدير عام منظمة الاتحاد الارثوزوكسي ال (OU) في إسرائيل الحاخام (آفي برمان) فقال في حديث مع صحيفة يديعوت احرونوت: «ان لو معروفاً بين أعضاء الطائفة اليهودية كواحد من الشخصيات المقربة من المنظمة، كما انه احد الداعمين والمساندين لدولة إسرائيل»، وأضاف الحاخام برمان: «انه آن الأوان لرؤية قادة من اليهود الارثوزوكس في واشنطن وتحديداً في البيت الأبيض، وربما يعود الفضل في ذلك إلى السيناتور اليهودي الارثوزوكسي (جو ليبرمان)، الذي كان أول الداعين إلى ضرورة سيطرة اليهود على المناصب القيادية في البيت الأبيض»، وتشير صحيفة يديعوت إلى أن منظمة الاتحاد الارثوزوكسي تعد من ابرز المنظمات اليهودية العاملة في الولاياتالمتحدة. اما الحاخام (ليفي شيم توف) مبعوث منظمة (حباد) اليهودية في واشنطن، وهو من المقربين جداً لرئيس طاقم موظفي البيت الأبيض المعين حديثاً، فقال: «لقد اختار الرئيس الأميركي شخصية مناسبة في مكانها الصحيح، لما يتمتع به لو من رجاحة عقل، وفطنة عالية، فضلاً عن علاقاته العامة المتشعبة، واعتقد أن موقعه الجديد سينعكس بالايجاب على الطائفة اليهودية في الولاياتالمتحدة وإسرائيل أيضا». ابرز الشخصيات في الإدارة الأميركية ولد جيكوف «جيك» جي لو بمدينة نيويورك في التاسع والعشرين من غشت عام 1955، وهو احد ابرز الشخصيات السياسية في الإدارة الأميركية، نشأ لو في أسرة يهودية وتخرج في جامعة هارفارد عام 1978، كما أنهى دراسته في مركز الحقوق التابع لجامعة جورج تاون عام 1983، وبدأ لو حياته العملية عام 1973 كمساعد محقق، وفي الفترة ما بين 1979 وحتى 1987 شغل منصب مستشار شؤون السياسة الداخلية لرئيس مجلس النواب (تيب اونيل)، كما كان عضواً في لجنة سياسات الحزب الديمقراطي داخل المجلس عينه، وبدأ تلك العضوية نائباً لمدير اللجنة ثم مديراً لها، وفي هذه اللجنة كان مسؤولاً عن قضايا السياسة الداخلية والاقتصاد بما في ذلك التأمين القومي، والتأمين على الصحة والميزانية والجمارك والتجارة وقضايا أخرى متعلقة بالطاقة، بحسب معلومات الموسوعة العبرية. وفي الفترة ما بين 1993 وحتى 1994 شغل لو منصب المستشار الخاص للرئيس في إدارة بيل كلينتون، وكان مسؤولاً حينئذ عن تطوير السياسات وعن التشريعات المعنية بإصلاحات التأمين على الصحة، وفي أكتوبر عام 1994 ترك لو البيت الأبيض، ليشغل منصب مدير عمليات شؤون التشريع في مكتب الإدارة والميزانيات بالكونغرس، ثم عينه الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون رئيساً للمكتب، وصادق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيينه في الحادي والثلاثين من يوليو عام 1998، وظل لو في هذا المنصب حتى نهاية إدارة كلينتون عام 2001. وفور نهاية ولاية كلينتون، عمل جيكوف لو استاذاً في مؤسسة السياسات العامة التابعة لجامعة جورج تاون، ثم نائباً لرئيس جامعة نيويورك حتى يونيو 2006، ومع انتخاب الرئيس باراك اوباما للرئاسة الأميركية، تم تعيين لو نائباً لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وتركزت مسؤوليته الأساسية في مجال الميزانيات، وفي يوليو 2010، أعلن اوباما أنها اختار لو لرئاسة مكتب الإدارة والميزانيات في البيت الأبيض.