الحكيم يحذر من انقسام خطر يضرب العراقيين ويدعو إلى التهدئة حذر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمّار الحكيم من انقسام خطر يضرب الشارع العراقي جراء الأزمة السياسية الحالية، التي تمر بها البلاد، داعيًا إلى ضرورة الحفاظ على المشروع الوطني العراقي والعملية السياسية، التي دفع من أجلها العراقيون آلاف الضحايا، واعتماد الحوار، والاجتماع حول طاولة مستديرة للخروج من هذه الأزمة. ودعا الحكيم في كلمة ضمن احتفالية أقامها المجلس الأعلى في بغداد الثلاثاء في «يوم السيادة والاستقلال» لمناسبة اكتمال انسحاب القوات الأميركية من العراق إلى العمل من أجل استكمال السيادة الوطنية عبر إخراج العراق مما تبقى من بندود الوصاية الدولية، المتمثلة في البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة الخاضع له العراق منذ احتلال النظام السابق للكويت عام 1990. وحذر الحكيم من الانقسام، الذي يشهده الشارع العراقي، معتبرًا إياه مؤشرًا خطرًا، لا بد من الانتباه إليه، موضحًا أن خيار الجميع أن يكون تحت خيمة العراق.. مؤكدًا أن الالتزام بالشراكة الوطنية، وليس الشراك، لأن الشراكة الوطنية تعني تكامل الأدوار، والثانية تعني المكيدة. وأشار إلى مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي، مشددًا على ضرورة انفتاح العراق على المحيط العربي والإقليمي والمجتمع الدولي، عادًّا الوقت الحالي هو المناسب للانفتاح وتجسير العلاقة مع دول المنطقة والمجتمع الدولي، فضلاً عن جعل العراق شريكًا في حل المشاكل الإقليمية. كما دعا الدول العربية إلى الانفتاح على العراق وإعادة النظر في ملف الديون وفتح سفاراتها في بغداد. وأضاف الحكيم إن المرحلة المقبلة تتطلب التهيئة والاستعداد الأمني والعسكري، باعتبار أن القوات العراقية على المحك، مثمّنًا جهود المؤسسة العسكرية والأمنية، ولافتًا إلى ضرورة إعادة النظر في الخطط الأمنية، وتفادي المشاكل، التي تؤدي إلى الأحداث الدامية، التي ماعادت تنفع معها الاستنكارات، وهي تحصد أرواح الأبرياء من أبناء الشعب العراقي، مؤكدًا على الحاجة إلى استراتيجية اقتصادية، ينطلق من خلالها العراق في مشاريع القطاع الصناعي والزراعي، ومواجهة البطالة، وحلّ أزمة السكن، والاعتماد على الحكومات المنتخبة المحلية وزيادة صلاحياتها. وتحدث الحكيم عن الاتفاقية الأمنية بين العراق والولاياتالمتحدة، معتبرًا أنها تمثل الإطار القانوني السلمي والسياسي، الذي أوصل العراق إلى يوم السيادة والاستقلال (يوم الانتصار)، وهو يوم عزّ للقوى السياسية التي أنتجت الجلاء الكامل للقوات الأميركية، لافتًا إلى أن هذه القوى تحمّلت التسقيط والاتهامات، لكن همّها كان ينصبّ على الأمن وسيادة البلد. وقال إن مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي هي محطة انتقالية بين الماضي والمستقبل، «وعلينا أن نضع خارطة، حتى نبرهن للعالم بأن العراق قادر على بناء تجربته السياسية والديمقراطية بشكل أفضل من وجود الجندي الأميركي، وليس العكس، وعلى العراقيين تحقيق ذلك». وشدد الحكيم في الختام على ضرورة الالتزام بالثوابت الوطنية، والتركيز على الهوية الوطنية، بغضّ عن النظر عن القومية والمذهبية «لأن الشارع العراقي اليوم يتوجّه نحو انقسام خطر، وإننا لو تجاهلنا هذا الأمر، فسنخاطر بكل ما أنجزناه خلال السنوات الماضية، لذا علينا أن نضع مصالح العراق أولاً، وأن نلملم الجروح، لمواصلة المشوار والتقدم بما يحقق تطلعات الشعب العراقي». وأشار إلى أهمية العمل على تهدئة المواقف السياسية والخطاب الإعلامي المتشنج. بارزاني لليبرمان: حلّ الأزمة العراقية من خلال المؤتمر المنتظر وبالشراكة أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال اجتماع مع السيناتور الأميركي جوزيف ليبرمان الثلاثاء أن حلّ الأزمة العراقية يمكن أن يتحقق من خلال المؤتمر المنتظر لقادة القوى السياسية في منتصف الشهر المقبل، وتأكيد الشراكة الوطنية وتنفيذ اتفاقات أربيل السابقة. وبحث بارزاني وليبرمان بإسهاب خلال اجتماعهما في منتجع صلاح الدين (360 كم شمال بغداد) الأوضاع الراهنة في العراق والأزمة السياسية الحالية التي يشهدها، إضافة إلى بحث العملية السياسية والخلافات بين قائمتي دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي والعراقية بقيادة رئيس الوزراء السابق أياد علاوي «وتهميش بقية المكونات في إطار سيناريوهات ما بعد انسحاب القوات الأميركية» كما قالت مصادر كردية. وأوضح بارزاني «موقف إقليم كردستان الصريح إزاء هذه الأزمة وتداعياتها، مشدداً في الوقت نفسه على إصرار القيادة السياسية في إقليم كردستان على أن إيجاد حلّ للأزمة، التي يشهدها العراق حاليًا، يتمثل في عقد مؤتمر وطني موسع للقوى السياسية الممثلة في مجلس النواب وخارجه، وتفعيل الشراكة الحقيقية، والالتزام بالدستور واتفاقية أربيل، التي وقعتها الكتل السياسية في أواخر عام 2010، وتشكلت على ضوئها الحكومة الحالية. من جانبه أكد السيناتور ليبرمان التزامه وأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بدعم الولاياتالمتحدةلإقليم كردستان، متمنياً مزيداً من التطور في العلاقات بين الطرفين في مختلف المجالات. ومن جهته بحث برهم أحمد صالح رئيس حكومة إقليم كردستان مع ليبرمان الوضع السياسي وآخر المستجدات السياسية في الإقليم والعراق والمنطقة. وأكد الجانبان أهمية الدور الأميركي في العراق وضرورة تطوير العلاقات بين الولاياتالمتحدة الأميركية وإقليم كردستان والعراق، وأشارا إلى «أهمية الدور الأميركي في دعم تجربة إقليم كردستان، ونهضة العراق، ودفع الخطى نحو تطوير الديمقراطية، إلى جانب الأهمية المتزايدة التي توليها واشنطن للعراق عقب انسحاب قواتها من العراق»، كما قال مكتب إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني. في محور آخر من الاجتماع، ناقش صالح وليبرمان الأزمة السياسية الراهنة، التي يشهدها العراق، حيث أكدا على ضرورة معالجة المشاكل والتوترات عبر الحوار والتفاهم، كما ثمّن السيناتور الأميركي دور القيادة السياسية الكردستانية في مساعيها إلى احتواء الأزمة وتطبيع الأوضاع بين الكتل السياسية وتطوير العملية السياسية في العراق. وكان ليبرمان أجرى في بغداد خلال اليومين الماضيين مباحثات مع رئيسي الحكومة نوري المالكي ومجلس النواب أسامة النجيفي، تناولت الأزمة السياسية في العراق والعلاقات العراقية الأميركية في مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي، من خلال تنفيذ اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين، والتي تنصّ على الانتقال بهذه العلاقات من التعاون العسكري إلى السياسي والدبلوماسي والتجاري والعلمي والثقافي.