المراقبون وجدوا في استقبالهم بحمص تظاهرة حاشدة ضد النظام واجهتها قوات الأمن بالرصاص أهالي بابا عمرو طلبوا من رئيس اللجنة مقابلة أهالي الشهداء والجرحى زار أول أمس الأربعاء، مراقبو الجامعة العربية في سوريا من بينهم وفد مغربي يتكون من عبد الرحمان بنعمر سفير صاحب الجلالة بنواكشوط كمنسق للوفد، وعبد الحميد الوالي خبير دولي في حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وطالع السعود الأطلسي حقوقي خبير في مجال الاتصال ووسائل الإعلام، والعميد محمد كرماني خبير عسكري، والعقيد بوشعيب فرجية خبير عسكري، وعبد القادر أزريع باحث وناشط حقوقي. إضافة إلى الحسن زاهيد والعربي مخارق السفيرين السابقين والخبيرين في التحقيقات الدولية والأممية، ومصطفى موحدي ومحمد خليل الخبيرين الأمنيين، وهشام بنيعيش خبير في الطب الشرعي، زاروا مناطق تشهد احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد بينها حي بابا عمرو في حمص. وقال رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية، محمد احمد مصطفى الدابي، أن مراقبي الجامعة العربية، من المفترض أن يكونوا بدأوا اعتبارا من مساء أول أمس الأربعاء التحرك في درعا (جنوب سوريا) وادلب وحماة (شمال). وأضاف «من المفترض، ابتداء من مساء أول أمس الأربعاء وفجر أمس الخميس أن يكون المراقبون قد انتشروا في ادلب وحماة ودرعا وفي محيط يتراوح بين 50 و80 كلم حول دمشق». وقال الدابي أن «16 مراقبا إضافيا وصلوا وسنواصل العمل مع الجامعة لدفع المجموعات الأخرى خطوة خطوة حتى يتم تغطية كل سوريا». وينضم المراقبون ال16 إلى خمسين آخرين سبق وانتشروا خصوصا في حمص. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن فريق مراقبي الجامعة العربية دخل أول أمس الأربعاء حي بابا عمرو في حمص (وسط سوريا) معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وأوضح أن أهالي الحي رفضوا في البداية السماح للمراقبين بدخول الحي لان مقدما في الجيش السوري كان يرافقهم. وقال المصدر نفسه أن أهالي بابا عمرو «طلبوا من رئيس اللجنة أن يدخل لمقابلة أهالي الشهداء والجرحى وليس فقط لمقابلة البعثيين». وتابع أنهم ناشدوا اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي «تأمين علاج آمن للجرحى الذين أصيبوا في الأيام الماضية وعددهم حوالى مئتين في بابا عمرو لأنه يخشى أن يصبحوا في عداد الشهداء في مستشفيات الدولة». وقال المرصد أن «اللجنة توجهت بعد ذلك إلى حي باب السباع حيث نظم النظام فيه مسيرة مؤيدة»، على حد قوله. من جهته، ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن «المراقبين قاموا بجولة في عدد من أحياء المدينة بينها بابا عمرو وباب السباع». وبدأ مراقبو الجامعة العربية يوم الثلاثاء الماضي مهمتهم في سوريا بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين ألف شخص، جابهتها قوات الأمن السورية بالرصاص ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في المدينة. وعبر المرصد السوري عن خشيته من أن «تكون اللجنة بمثابة شهود زور لما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا». وقال متسائلا «هل مهمة اللجنة عدم مشاهدة الدبابات في الشوارع التي أخفيت داخل المراكز الحكومية والتي تستطيع العودة إلى الشارع في خمس دقائق وعدم السؤال عن عشرات الآلاف من المعتقلين الذين تجهل اللجنة أماكن اعتقالهم ونحن نعرفها». ميدانيا أعلن المرصد «استشهاد طفل وشاب قتلا برصاص قوات الأمن في حي باب عمرو في حمص كما توفي شاب متاثرا بجروح أصيب بها يوم الثلاثاء الماضي». ونشر على موقف يوتيوب شريط يظهر فيه عدد من الأشخاص يقودون احد المراقبين العرب إلى المكان الذي سجيت فيه جثة الطفل حيث قاموا بإظهار مكان رصاصة إصابته في ظهره. وقام المراقب بأخذ صور للجثة. في محافظة حلب، أعلن المرصد «استشهاد مواطن من بلدة مارع متأثرا بجروح أصيب بها اثر قيام قوات الأمن السورية بإطلاق النار على عائدين من تظاهرة جرت في بلدة عندان شارك فيها الآلاف وقاموا بقطع الطريق الدولي الرابط بين حلب وتركيا». واعلن المرصد أيضا أن «شابا في ال18 من العمر استشهد في درعا اثر إطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن السورية على شبان عائدين من تظاهرة». وفي ريف دمشق «أصيب سبعة مواطنين بجروح اثر قيام قوات عسكرية أمنية مشتركة باقتحام قرية العبادة القريبة من مدينة دوما». وفي مدينة حماة «اصيب سبعة مواطنين على الأقل بجراح اثر إطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن والقنابل المسيلة للدموع على متظاهرين في حيي البارودية والفراية بينما كانوا يحاولون الوصول إلى ساحة العاصي من اجل الاعتصام فيها». وفي محافظة ادلب، أعلن المرصد أن «قوات أمنية سورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في قرية حاس بريف ادلب واعتقلت 48 مواطنا وأحرقت ثلاثة منازل لناشطين متوارين عن الأنظار». وفي مدينة اريحا في محافظة ادلب، قال المرصد أن «اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة، أدت إلى انشقاق مجموعة جديدة من الجنود». ومن جانب آخر، دعت وزارة الخارجية الأميركية السلطات السورية إلى تمكين المراقبين التابعين للجامعة العربية من الوصول إلى كل المناطق السورية. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر «انه ليس سوى اليوم الاول ولم يشمل سوى حي صغير في حمص»، مضيفا «لا بد من السماح للمراقبين بالانتشار ولنتركهم يقومون بعملهم وإعطاء حكمهم»، مضيفا «من المهم أن يتمكنوا من الوصول إلى كل المناطق للقيام بتحقيق كامل»، مطالبا بان يتمكن المراقبون من الالتقاء ب»اكبر عدد ممكن من المعارضين». من جهته، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان السلطات الروسية «على تواصل دائم مع المسؤولين السوريين وندعوهم إلى التعاون بشكل تام مع مراقبي الجامعة العربية وإيجاد شروط عمل سهلة تمنح اكبر قدر من الحرية». لكنه قال أن روسيا «قلقة» من دعوات تطلقها بعض الدول وتطلب من المعارضة السورية على حد قوله ألا تتعامل مع البعثة. لكن وزارة الخارجية الفرنسية رأت أن المراقبين العرب لم يمكثوا إلا فترة قصيرة في حمص لاتسمح بالتمكن «من التحقق من الوضع» على الأرض ولم يحولوا دون مواصلة حملة القمع في هذه المدينة. وقال المتحدث باسم الوزارة «على المراقبين العرب العودة دون تأخر إلى هذه المدينة والتمكن من التنقل بحرية في كافة أحيائها ومن إجراء الاتصالات اللازمة مع كافة السكان». اما منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان، فقد اتهمت النظام السوري بأنه قام بنقل ربما مئات المعتقلين إلى مواقع محظورة على مراقبي الجامعة العربية، داعية الجامعة العربية إلى المطالبة «بدخول كل مواقع» الاعتقال «بموجب اتفاقها المبرم مع دمشق. وتقدر المنظمات السورية للدفاع عن حقوق الإنسان والأممالمتحدة عدد المعتقلين منذ بداية الاحتجاجات الشعبية في 15 مارس الماضي بعدة آلاف، بينما تقول الأممالمتحدة أن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا خلال تلك الفترة. وأعلنت السلطات السورية إطلاق سراح 755 معتقلا أوقفوا في إطار الاحتجاجات. ويقضي البروتوكول الذي أقرته دمشق الشهر الماضي بهدف إنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد بالإفراج عن المعتقلين كأحد شروطه الأساسية، كما يدعو لوقف قمع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية.