خرجت الرياضة الوطنية بحصاد محترم في الاختبار العربي من خلال المنافسات التي احتضنتها الدوحة القطرية، واحتل المغرب الرتبة الثالثة برصيد 113 ميدالية (35 ذهبية- 24 فضية و 54 نحاسية)، وراء بلدي مصر وتونس، وتألق الرياضيون المغاربة وسيطروا في رياضات ألعاب القوى- الدراجات والملاكمة، إضافة الغولف- الجيدو- السباحة- الكراطي- التيكواندو، وتعيش الرياضة الوطنية الاختبار العربي في آخر أيام سنة 2011، فهل كانت النتائج في مستوى البرامج والامكانيات المرصودة والأهداف المسطرة لتسجيل حضور مميز في الاستحقاقات الدولية وخاصة الألعاب الأولمبية المقبلة (لندن 2012)؟ هل استفاد رياضيو الصفوة من التجمعات التدريبية المستمرة التي توفرت لهم بفضل دعم الوزارة الوصية واللجنة الوطنية الأولمبية؟ الأسئلة كثيرة والأرقام واضحة وساطعة تترجم إنجازات الجامعة، ويبدو أن الرياضات الفردية حضرت بقوة في الألعاب العربية من خلال الأبطال والبطلات الذين انتزعوا 24 ميدالية (11 ذهبية، فضيتان وتسع نحاسيات) والملاكمة انتزعت سبع ميداليات بفضل تسعة ملاكمين، والدراجات، ومرة أخرى تخفق الرياضات الجماعية، والنتائج التي حصدها منتخبا كرة السلة وكرة اليد تفرض المساءلة والاستفسار، وقد تم جمع منتخب كرة اليد والبطولة لم تنطلق بعد والصراع قائم في مدار المسؤولين؟ والمنتخب الوطني لكرة السلة أنهى المشاركة في الصف قبل الأخير، وشارك في الدورة العربية في ظرف أقام فيه فريق جمعية سلا البطولة الافريقية في المغرب مما شتت جهود النخبة، وجعل المنتخب يحضر في منافسات الدوحة محروما من مجموعة من الدوليين، فهل تعذر على جامعة كرة السلة الحسم في هذا الموضوع وجمع اللاعبين المميزين في منتخب قوي للدورة العربية؟ لقد كان الحضور باهتا لليد والسلة في مدينة الدوحة، ومستوى الرياضتين بعيد جدا على ضمان التأهل والمشاركة في الدورة الأولمبية القادمة. ومن خلال قراءة في الحصاد يتضح أن الرياضيات اللائي سجلن حضورا رفيعا في الدورة العربية تتقدمهن السباحة سارة البكري التي جمعت عشر ميداليات (5 ذهبيات ومثلهن فضيات)؛ وانتزعت المرأة المغربية 63 ميدالية ضمنها 21 ذهبية، 14 فضية و28 نحاسية، مقابل ما حصده الرجال (50 ميدالية) 14 ذهبية، 10 فضيات و26 نحاسية. وفي غياب إيجابيات الألعاب الجماعية، تألق رياضيو الألعاب الفردية، وساهمت أسماء في إغناء الحصاد. سارة البكري 10 ميداليات (5 ذهبيات و5 فضيات)، مشرفة السباحة المغربية، وفي ألعاب القوى مليكة عقاوي وحياة لمباركي ولكل منهما 3 ذهبيات، ولمياء الهبز (ميداليتان)، عزيز أوحادي (ميداليان). وفي منافسات القوى والسهم: محمد بوشان (ميداليتان)، ابتسام فارحيا (5 ميداليات) الدراج عادل جلول (3 ميداليات). ولم تقو بعض الرياضات على انتزاع الذهب في المنافسات العربية من بينها التنس- الرماية- الجمباز- الشطرنج- المصارعة- كرة الطاولة. وتبقى دورة الدوحة في الألعاب العربية هي ثالث أحسن مشاركة بالنسبة للرياضة المغربية بعد دورتي الرباط سنة 1985 حيث حصلت على 57 ميدالية ذهبية في مجموع 127 ميدالية، ودورة دمشق 1976 حيث حصدت 38 ذهبية في مجموع 70 ميدالية. الرياضيون المتوجون له حوافز مالية وطموحهم يكبر للتألق في الأولمبياد القادم، فهل تعمل الجامعات الرياضية على تقديم الحصاد وخاصة التي ظهرت غير قادرة على بلوغ منصة التتويج أم سيتم طي صفحة الإختبار العربي بسرعة؟ إن الملف يرفض نقاشا صريحا في المجتمع الرياضي احتراما لمبدإ ربط المسؤولية بالمساءلة.