عشرة أعضاء من وفد البعثة من بينهم مغربي في حمص للوقوف على حقيقة الأوضاع نفت جامعة الدول العربية ما تردد حول إصابة أحد أعضاء بعثة المراقبة التي شكلتها لمتابعة تطورات الوضع في سورية. وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية، رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة عدنان خضير، في تصريح صحفي بداية الأسبوع الجاري، إن ما تردد في هذا الشأن غير صحيح على الإطلاق. وأوضح الخضير أنه بالاتصال برئيس فريق المراقبين في دمشق الفريق أول محمد الدابي، تبين أن الخبر غير صحيح وأن بعثة المراقبين سالمين. وقد توجه صباح أمس الثلاثاء إلى مدينة حمص (وسط سورية) أعضاء من وفد بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، الذي حل ليلة أول أمس الاثنين بدمشق من بينهم مغربي. وأفاد مصدر من البعثة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن عشرة أعضاء من وفد البعثة، من بينهم مغربي، توجهوا في الصباح الباكر لنفس اليوم إلى حمص للوقوف على حقيقة الأوضاع هناك. وكانت الدفعة الأولى التي تضم نحو خمسين مراقبا من بينهم ستة مغاربة قد حلت بدمشق وسط إجراءات أمنية مشددة كما عاين ذلك مراسل الوكالة في دمشق. ويتكون الوفد المغربي، ضمن هذه المجموعة الأولى من بعثة المراقبين العرب، من عبد الرحمان بنعمر سفير صاحب الجلالة بنواكشوط كمنسق للوفد، وعبد الحميد الوالي خبير دولي في حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وطالع السعود الأطلسي حقوقي خبير في مجال الاتصال ووسائل الإعلام، والعميد محمد كرماني خبير عسكري، والعقيد بوشعيب فرجية خبير عسكري، وعبد القادر أزريع باحث وناشط حقوقي. وحسب المصدر ذاته، فإنه من المقرر أن يلتحق في ذات اليوم، بهذا الوفد مغربيان آخران هما محمد خليل خبير أمني، وهشام بنيعيش خبير في الطب الشرعي، وذلك بناءا على قرار لجامعة الدول العربية، على أن ينضم للوفد خلال الأسبوع الجاري باقي أعضاء الوفد وهم الحسن زاهيد والعربي مخارق السفيران السابقان والخبيران في التحقيقات الدولية والأممية، ومصطفى موحدي خبير أمني. وستقوم البعثة لمدة شهر، قابلة للتمديد شهرا واحدا، بالمراقبة والرصد لمدى التنفيذ الكامل لوقف جميع أعمال العنف ومن أي مصدر كان في المدن والأحياء السكنية في بعض المناطق» الساخنة» في سورية. كما سيكون من بين مهامها التأكد من عدم تعرض أجهزة الأمن السورية فضلا عما يسمى «عصابات الشبيحة» للمظاهرات السلمية، والتأكد من الإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة، ومن سحب وإخلاء جميع المظاهر المسلحة من المدن والأحياء السكنية التي شهدت أو تشهد مظاهرات وحركة الاحتجاج. ومن جهة أخرى، طالب المجلس الوطني السوري المعارض، بداية الأسبوع الجاري، بان «يتبنى مجلس الامن المبادرة العربية» في شأن سوريا لإعطائه «فرصة لتطبيقها». وقال رئيس المجلس برهان غليون في مؤتمر صحافي في باريس «من الافضل ان يتولى مجلس الامن الدولي أمر هذه الخطة (العربية) ويتبناها ويؤمن سبل تطبيقها»، معتبرا ان «هذا الامر سيمنح المبادرة مزيدا من القوة». وأضاف غليون أن «الخطة العربية اليوم هي خطة جيدة لاحتواء الأزمة، ولكني اعتقد ان الجامعة العربية لا تملك الوسائل الفعلية لتطبيق هذه الخطة». وحض الجامعة العربية والأمم المتحدة على «وضع حد للمأساة» في سوريا فيما تواصل القوات السورية شن هجوم عسكري كبير على العديد من احياء مدينة حمص التي تشكل معقل المعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد. وأكد غليون أن مراقبين عربا وصلوا الى حمص لكنهم لا يستطيعون القيام بمهمتهم. وقال «بعض المراقبين وصلوا الى حمص» مضيفا ان «هؤلاء اعلنوا انهم لا يستطيعون الوصول الى امكنة لا تريد السلطات (السورية) ان يصلوا إليها». وإذ تحدث عن وقوع «مجازر» في حمص وخصوصا في حي بابا عمرو، طالب غليون الجامعة العربية ب»التدخل للتنديد بهذا السلوك» من جانب السلطات السورية، كما طالب «الاممالمتحدة وأمينها العام والقادة الاوروبيين بالتدخل للقول (ينبغي وضع حد لهذه المأساة)». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أول أمس الاثنين، أن الهجوم الذي تشنه القوات السورية على حمص اسفر في اخر حصيلة عن سقوط 23 قتيلا، ناقلا عن احد الناشطين قوله ان «الوضع مخيف جدا» في هذه المدينة.