وصل وفد بعثة مراقبي جامعة الدول العربية أمس الاثنين الى دمشق لمتابعة تطورات الوضع في سورية، والذي يوجد من بين أعضائه وفد مغربي رفيع المستوى على ان تبدأ المرحلة الأولى من نشر المراقبين العرب يومه الثلاثاء في عدد من المحافظات لمراقبة مدى الالتزام بتنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة السورية. وستشمل المرحلة الأولى من نشر المراقبين العرب في سورية، وفق تصريح للأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان علاء شلبي ، كلا من دمشق وريفها وحماة وريفها وحمص وريفها وأدلب وريفها ودرعا وريفها. وأضاف علاء شلبي وهو أحد أعضاء وفد طليعة البعثة الذي حل الخميس الماضي بدمشق، أنه ستصل» في مرحلة لاحقة فرق أخرى بعد أربعة أو خمسة أيام لدعم الفرق الأولى والانتشار في مناطق جديدة هي دير الزور والقامشلي والقطاع الساحلي». وأشار إلى أن «وفد طليعة البعثة لم يقسم سورية كمحافظات ولكن مراكز انتشار الفرق، وضعت لتغطية الكتل الأكثر سخونة في المرحلة الأولى والثانية». وتشهد عدة محافظات سورية، خاصة تلك الواقعة في الجنوب والوسط والشمال الغربي والشرق، احتجاجات غير مسبوقة دخلت شهرها العاشر تتخللها أعمال عنف أودت بحياة أكثر من خمسة آلاف شخص حسب آخر إحصائيات للأمم المتحدة. وكان وفد طليعة بعثة المراقبين العرب الذي يتكون من 11 فردا، قد حل الخميس الماضي بدمشق لإعداد الترتيبات اللوجيستية وجميع التفاصيل الخاصة بالبعثة التي ستتولى المراقبة والرصد لمدى التنفيذ الكامل لوقف جميع أعمال العنف. وقد عقد الوفد اجتماعا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وصفه جهاد المقدسي الناطق باسم وزارة الخارجية « بالإيجابي». وفي وقت سابق صرح رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية، السوداني الفريق الركن محمد مصطفى الدابي ،الذي حل أمس الأحد بدمشق ،أن مهمة البعثة « إنسانية ولمصلحة الشعب السوري بقطاعاته كافة،سواء الرسمية أو الشعبية»، مشيرا الى أنها عبارة عن «مهمة مراقبة ورفع تقارير» الى جامعة الدول العربية. وسيتركز عمل البعثة، حسب ما ينص عليه برتوكول المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة العربية، بالخصوص على التحقق من تنفيذ الحكومة السورية لبنود خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية وتوفير حماية المواطنين السوريين العزل. وستقوم البعثة بعملها لمدة شهر بالمراقبة والرصد لمدى التنفيذ الكامل لوقف جميع أعمال العنف ومن أي مصدر كان في المدن والأحياء السكنية. كما سيكون من بين مهامها التأكد من عدم تعرض أجهزة الأمن السورية، فضلا عما يسمى «عصابات الشبيحة» للمظاهرات السلمية، والتأكد من الإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة ومن سحب وإخلاء جميع المظاهر المسلحة من المدن والأحياء السكنية التي شهدت أو تشهد مظاهرات وحركة الاحتجاج . ويشارك في بعثة المراقبين العرب وفود عدد من الدول العربية، من بينها المغرب الذي قرر إرسال وفد رفيع المستوى يتكون من عبد الرحمان بنعمر سفير جلالة الملك بنواكشوط كمنسق للوفد وكذا من دبلوماسيين وحقوقيين وخبراء عسكريين وأمنيين. ويأتي إرسال المغرب لهذا الوفد تماشيا مع القرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية، وتنفيذا لبرتوكول المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، الموقع بين هذه الأخيرة والجمهورية العربية السورية من أجل إنجاح خطة العمل العربية الهادفة إلى التوصل لحل للأزمة السورية.