هل يحمل روس مقترحات جديدة لاستئناف المفاوضات حول الصحراء وكسر حالة الجمود؟ يقوم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، كريستوفر روس، بجولة في المنطقة شهر مارس المقبل للدفع نحو استئناف مسلسل المفاوضات بين الأطراف، قبل إصدار الأمين العام لتقريره إلى مجلس الأمن حول الوضع في الصحراء، والذي سيحدد مصير بعثة الأممالمتحدة «مينورسو» في المنطقة. وتأتي الزيارة المرتقبة للمبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء، بعد أن تم تأجيل جولة من الاجتماعات غير الرسمية كان مقررا عقدها في نونبر الماضي بسبب انشغال المغرب بتنظيم الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها، وهي الأولى من نوعها بعد إقرار الدستور الجديد. وحسب مصادر متطابقة فإن الزيارة المرتقبة لكريستوفر روس إلى المنطقة، تأتي في ظل متغيرات إقليمية جديدة، منذ الجولة الأخيرة من الاجتماعات غير الرسمية التي عقدت شهر يوليوز الماضي، والتي تميزت بالخصوص بإجراء الانتخابات التشريعية بالمغرب في 25 نونبر الماضي، في انتظار إعلان الحكومة الجديدة المنبثقة عنها، بعد تعيين رئيس الحكومة. وأيضا بانعقاد المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو الذي انتخب في ختام أشغاله الأمين العام، الخالد في منصبه دائما، محمد عبد العزيز. دون إغفال وصول الحزب الشعبي بإسبانيا إلى سدة الحكم، بعد الانتخابات الأخيرة. المعطى الآخر الذي يخيم على زيارة روس إلى المنطقة يتعلق بعمليات الاختطاف التي يتعرض لها الأجانب في المنطقة، وآخرها اختطاف ثلاثة متعاونين أوربيين من مخيمات تيندوف جنوب غرب الجزائر، والذين ما يزالون رهن الاختطاف. حيث بات من الأكيد الصلات الوطيدة لجبهة البوليساريو بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، المسؤول عن هذه الاختطافات، والعلاقات التي لا تترك أي مجال للشك بين قياديين من الجبهة الانفصالية وعناصر التنظيم الإرهابي. وكان الاجتماع الثامن غير الرسمي بين الأطراف عقد الصيف الماضي بضاحية نيويورك تحت إشراف المبعوث الشخصي لبان كي مون، من أجل تعميق النقاش حول مقترحات كل طرف، والتقدم في مناقشة الأفكار الجديدة التي قدمها الأمين العام، ومراجعة وضع تدابير بناء الثقة، ومواصلة دراسة موضوع نزع الألغام، وموضوع الثروات الطبيعية. إلا أن هذه الجولة انتهت كما هو معلوم دون أي نتيجة تذكر اللهم الاتفاق على موعد آخر لعقد اجتماع غير رسمي، حدد له شهر نونبر من هذه السنة. وهو ما لم يتم نظرا لانشغال المغرب بإجراء الانتخابات التشريعية. ويتطلع المراقبون ما إذا كان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء يحمل أي مقترحات جديدة بخصوص الدفع نحو استئناف المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، أم أن زيارته تدخل فقط في إطار ما بات يعرف في أروقة الأممالمتحدة بنهج جبر الخواطر، وعدم تقديم أية مقترحات جدية للتوصل إلى تسوية للنزاع. كما تأتي زيارة روس إلى المنطقة، والتي من المتوقع أن يزور خلالها كلا من الرباطوالجزائر العاصمة ونواكشوط، ومخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، للقاء مسؤولي هذه البلدان، والاستماع إلى آرائهم حول السبل الكفيلة لتجاوز حالة الجمود التي يعرفها مسلسل المفاوضات المباشرة، وإعطاء دفعة جديدة لها من أجل التوصل إلى حل سياسي ونهائي لنزاع دام أكثر من 36 سنة. وقد عقدت إلى الآن ثمان جولات من المفاوضات غير الرسمية، على التوالي في غشت 2009 بالعاصمة النمساوية فيينا، وفبراير ونونبر ودجنبر 2010 ويناير 2011 بأرمونك بضاحية نيويورك، ومارس من هذه السنة بلا فاليت عاصمة مالطا، قبل أن تعود في جولتها السابعة في يونيو الماضي إلى غرين ثري لونغ آيلاند بضواحي نيويورك. وكان كريستوفر روس قام بجولة في العديد من عواصم الدول الكبرى، بعد الاجتماع الثامن غير الرسمي الصيف الماضي، قادته إلى كل من باريس ومدريد ولندن وموسكو وواشنطن لإطلاع هذه الدول على آخر مستجدات المفاوضات. الزيارة المرتقبة لكريستوفر روس إلى المنطقة شهر مارس من السنة المقبلة ستأتي أياما قليلة قبل صدور تقرير الأمين العام السنوي حول الصحراء إلى مجلس الأمن، الذي سيتضمن، كما هو العادة، مختلف المساعي التي عقدها مبعوثه الشخصي، وكذا الأوضاع في المنطقة، ومختلف التطورات التي وقعت خلال سنة، وسيقدم بان كي مون توصيته إلى مجلس الأمن بتمديد بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء «مينورسو» سنة أخرى.