افتتح الصالون الأدبي موسمه الثقافي بلقاء استضاف من خلاله الشاعر والروائي حسن نجمي رفقة عمله الروائي الصادر «جيرترود» الصادر مؤخرا عن المركز الثقافي العربي بالدار البيضاء، اللقاء الذي نظم يوم الأحد 11 دجنبر بالفضاء التعليمي الهمذاني على الساعة الرابعة زوالا. حيث رحب القاص سعيد بوكرامي رئيس الصالون الأدبي بضيف اللقاء، وكذلك بالأستاذين اللذين أثثا الجلسة، وهما الناقد صدوق نور الدين والقاص أنيس الرافعي. الناقد صدوق نور الدين تناول في ورقته تجارب لكتاب عرب زاوجوا في إصداراتهم بين ما هو شعري وروائي مقدما على سبيل المثال تجارب الأديبين حسن نجمي وسليم بركات، وقد ركز أيضا على أن رواية «جيرترود» عمل روائي استثنائي، وظفت فيه مقومات الكتابة الروائية، وتجاوزتها إلى إضافة ما هو تشكيلي وموسيقي كروافد فنية إضافية أضفت على العمل سمة التعددية. لينتقل إلى دراسة العنوان «جيرترود» وهي كاتبة أمريكية اسمها جيرترود شتاين (1946-1898). زارت مدينة طنجة رفقة صديقتها أليس سنة 1912، حيث التقت التقت شابًا مغربيًا، اسمه محمد الطنجاوي وأعجب بها. وكيف أن الكاتب اعتمد بذلك على حضور قوي لامع لاسم وجودي استنادا على التخييل والتوليد، وبالتالي القول أن العمل سيرة غيرية ترجمت حياة جيرترود، وهو مكتوب بلغة دقيقة جدا حيث التداخل بين ما هو مرئي وسيري اعتمادا على المخطوط /الدليل/ الوديعة التي كانت بحوزة محمد و هي (صور - قصيصات..)، يضيف الناقد: «أن المخطوط جزء من الرواية إن لم نقل أنه هو الرواية ذاتها». أما صاحب «الشركة المغربية لنقل الأموات» القاص أنيس الرافعي فقد أشار في بداية ورقته إلى نقطتين، الأولى مسألة هجرة الشعراء إلى ضفة الرواية مشيرا إلى عدة أسماء، من بينها: حسن نجمي وأمجد ناصر وربيعة جلطي و عباس بيضون..، والثانية هجرة الرواية المغربية إلى دور النشر المشرقية، الأمر الذي يضع أكثر من علامة استفهام. مضيفا أن العمل يستحق دخول قائمة البوكر، وأن سبب ذلك حسب قوله تناول الرواية لسيرة كاتبة أمريكية يهودية كانت على علاقة سحاقية مع صديقتها أليس. وأشار أيضا إلى أن تعدد الأجناس الأدبية والفنية في العمل الروائي من موسيقى وتشكيل وأدب عالمي كان أشبه بكرنفال غجري احتفالي، خاصة حين نجح الكاتب في اختيار المشاهد، وبراعته في تأليف سيناريو لعمل سينمائي عالمي. رواية «جيرترود» أيضا يضيف القاص الرافعي هي تجربة أدبية عميقة أعادت صياغة أسئلة الرواية المغربية من خلال تناول مواضيع جديدة، وانفتحت كذلك على ما هو عالمي. وفي كلمة المحتفى به شكر الشاعر والروائي حسن نجمي أعضاء الصالون والحضور المهتم على هذا اللقاء التواصلي الحميمي ليفتح بعدها باب النقاش مع الجمهور. يشار إلى أن حسن نجمي، الذي انتخب رئيسا لاتحاد كتاب المغرب مرتين (2005-1998)، هو شاعر وروائي وناقد ومترجم وإعلامي، أصدر مجموعة من الأعمال الأدبية، تراوحت بين الشعر والرواية والنقد والترجمة، من بينها «لك الإمارة أيتها الخزامى» (1982)، و»سقط سهوا» (1990)، و»الرياح البنية» (1993) بالاشتراك مع الفنان التشكيلي الراحل محمد القاسمي، و»حياة صغيرة» (1990) و»المستحمات» (2002)، و»أبدية صغيرة» (2002)، و»مفتاح غرناطة» (2004) بالاشتراك مع الفنان التشكيلي عبد القادر لعرج، و»على انفراد» (2006)، و»أذى كالحب» (2011)، و»الكتابة والتجربة» (1999)، و»الحجاب» (1996)، و»الكلام المباح» (1987)، و»الناس والسلطة» (1997)، و»شعرية الفضاء» (2000)، و»كتاب العبرة والوفاء» (2001)، و»شعرية الأنقاض» (2003)، و»غناء العيطة» (2007)، فضلا عن ترجمات لأعمال عدد من شعراء العالم.