انطلقت مؤخرا بالعاصمة التونسية أشغال ندوة دولية تنظمها وزارة الثقافة التونسية بمناسبة الاحتفال بمائوية الأديب التونسي الراحل، محمود المسعدي (1911 - 2011). وتعقد هذه الندوة التي تستمر 4 أيام ويشارك فيها العديد من الأدباء والباحثين العرب والأجانب من بينهم ثلاثة مغاربة، تحت عنوان (محمود المسعدي مبدعا ومفكرا.. جماليات الكتابة وأسئلة الوجود). وتتناول المداخلات خلال هذا اللقاء الذي يحضره من المغرب كل من شعيب حليفي وسعيد يقطين ومحمد عز الدين التازي، عدة محاور تناقش جوانب متعددة من كتابات المسعدي وإبداعاته في مجالات الفكر والأدب من بينها، أسئلة الوجود، وجماليات الكتابة، والذات والآخر، وأسئلة الثقافة واللغة والأسلوب، وأسئلة المجتمع والأدب. وفي الجلسة الأولى للندوة تناول الأديب الجزائري أمين الزاوي في مداخلة تحت عنوان (محمود المسعدي نبي الحداثة المعطوبة)، «التميز» الذي عرفت به التجربة الأدبية للمسعدي، معتبرا أن «العطب» الذي طال هذه التجربة تمثل في «بنية العقل وذوق القارئ العربي آنذاك، وهي أساسا بنية دينية محافظة». من جانبه، قال الأديب التونسي مصطفى الكيلاني، إن صفة الأديب لدى المسعدي هي الغالبة في جل كتاباته، فيما تنحصر صفة المفكر أو الفيلسوف في عدد قليل منها، معتبرا أن محمود المسعدي يعد من الأدباء الفلاسفة حيث راهن في مجمل ما كتبه إبداعا ونقدا على الحداثة التي «لا تقطع مع التراث ولا تقتصر على مرجع واحد أو تأويل واحد». أما الأديب خالد الغريبي من تونس أيضا فقد أشار في مداخلة حول تجربة المسعدي الإبداعية والفكرية إلى أن مؤلفات الأديب الراحل السردية والمسرحية والفكرية تركز على قيمة الفرد بوصفه «جوهرا إنسانيا يضطلع بمسؤولية وجوده».