انكب ثلة من الأدباء والنقاد المغاربة، في ملتقى أدبي على مدى ثلاثة أيام بأصيلة، على رصد تطور التجربة الإبداعية المغربية في مجال القصة القصيرة. وشكلت الدورة الثانية لملتقى أصيلة للقصة القصيرة المنظم تحت شعار «القصة القصيرة بالمغرب ورهان الحداثة» واحتفت بالأديب عبد السلام بلقايد، فرصة التأم خلالها مجموعة من الأدباء من أجيال إبداعية متباينة لتشريح مراحل تطور التجربة الإبداعية المغربية من خلال تحليل القصة القصيرة. وتطرقت الناقدة سعاد مسكين، في مداخلة بعنوان «الكتابة الجديدة في القصة القصيرة المغربية، أسئلة ورهانات» إلى ما اعتبرته «الحرية الواعية» لإنتاج نصوص قصصية تعكس فرادة تنفلت من القوالب النمطية والمعيارية، والانفتاح على التجريب باعتباره مفارقة بين ذات المبدع للواقع وتفرده في إنتاج عوالم الحكي. ومن خلال تحليل تجارب إبداعية لقاصين مغاربة، خلصت الناقدة إلى أن القصة القصيرة هي «خروج من ثنائية الشكل والمضمون يجعل الكتابة وسيلة وغاية، وعملية تشرك القارئ في توليد الدلالات واكتشاف العوالم التخيلية، تقوم على جماليات إبداعية مختلفة أهمها التشظي والاختزال». من جانبه، ركز الناقد خليفة بابا هوري على «غياب الوصف في الكتابة القصصية القصيرة لعدد من الأدباء المغاربة»، بالرغم من وظائف هذه التقنية الإبداعية في تحديد إطار الحدث، والمساعدة على الانتقال في الزمان والمكان المتخيلين، وتعليل الوقائع السردية. وانزاح الناقد محمد يوب لدعم الشخصيات المتخيلة في المنجز القصصي على اعتبار أنها شخصيات تتحرك انطلاقا من حركية اللغة المستعملة ووفق زوايا النظر القصصية المتخيلة، مستفيدة من التقاطعات بين إبداع الأديب وعمق النص ونهم القارئ. وتم خلال هذا الملتقى الاحتفاء بالأديب المغربي عبد السلام بلقايد الذي تلمس خطواته الأولى في مغامرة الكتابة منذ سنوات المراهقة بإصدار أول قصة قصيرة في سن الثامنة عشرة ليواصل نزقه الإبداعي بدربة وتروي. وتضمن برنامج الدورة ندوة أدبية حول «القصة المغربية الجديدة: الامتداد والفرادة»، ومعرض للوحات فنان الكاريكاتور عبد الغني الدهدوه، وعرض فرجوي لجمعية اللقاء المسرحي، وفقرة موسيقية من تنشيط عازف القيثارة يوسف النعمان، بالإضافة إلى معرض للكتب والمؤلفات الأدبية حديثة الإصدار.