تتجه الأنظار صوب جنوب إفريقيا حيث تحولت القارة السمراء ولأول مرة الى قبلة للملتقى الكوني في كرة القدم، والمناسبة كالعادة تمكن من الوقوف على مستوى رقي «الكرة»، الرياضة الأكثر شعبية في العالم، ويفتح النقاش من جديد حول مستوى وقيمة المنتخبات وما تسجل من تطور أو تراجع. ويصادف المونديال المقام بإفريقيا المخاض الذي تعيشه كرة القدم في بلادنا وهي تتأهب لدخول الإحتراف وتطليق الهواية على أمل تحسين مردود الأندية وتحضير لاعبين مميزين لهم القدرة والكفاءة لحمل قميص المنتخبات الوطنية في مختلف الفئات العمرية. وموازاة مع أحداث المونديال تعقد فرق الصفوة في مدار كرة القدم الوطنية جموعها العامة في منعرج هام يفصلها عن الإحتراف؟ ويبدو أن ما يجري ويدور في هذه التجمعات يترجم حقيقة ما تعانيه كرتنا ويبرز التراجع والتردي، ويؤكد أن مؤسساتنا في حاجة الى إعادة الهيكلة والى التأهيل إضافة الى الدعم المادي والمعنوي. فريق الرجاء ولن نقول النادي لأن المكتب المديري ولد مشلولا ووحده رئيسه امحمد أوزال ظل نشيطا، في حين لم تتحرك المؤسسة ولم تعقد جمعها العام منذ توقيع الميلاد وإعلان التأسيس. فريق الرجاء ناقش وضعه ومشاكله، واختار البديل في رئاسة التسيير وتشبثت الأغلبية في برلمانه بالحاج عبد السلام حنات معلنة رفض منافسه محمد بودريقة خوفا من نقل الرجاء من الدار البيضاء؟ واهتم الحضور أكثر بالتنافس المندلع بين المترشحين للرئاسة دون الانتباه الى المرحلة الفاصلة عن الانتقال إلى الاحتراف وفريق الرجاء الذي عجل بعقد الجمع العام تفاديا لتضييع الوقت يدخل المحطة التاريخية الجديدة ولازال بدون منشآت رياضية في ملكه ودون مداخيل ومشاريع تؤمن له الحاضر والمستقبل، وجماهيره تطالب بتحضير تشكيلة قوية تتعزز بمواهب وطاقات؟ ولا تقبل غير الصدارة في المنافسات. في نفس المرحلة فرض (البرلمان) في فريق أولمبيك آسفي شوطا آخر في الجمع العام من أجل عرض التقرير المالي على خبرة في الحسابات، وحتى عدد المنخرطين قليل جدا ومردود الفريق ضعيف، ولاحظنا كيف احتفل بمدربه وحمله على الاكتاف في الملعب عند تحقيق الحفاظ على البقاء. بفاس تعاني كرة القدم الإهمال واللامبالاة؛ وكشف الجمع العام لفريق الوداد الرياضي والمغرب الرياضي الفاسيين وضعا مقلقا لمؤسستين قدمتا للمدينة ولكرة القدم الوطنية خدمات جليلة في اكتشاف المواهب وتأهيل اللاعبين رياضيا واجتماعيا. الوداد الرياضي الفاسي الذي استرجع مقعده في القسم الأول بمجموعة الصفوة وصارع بقوة للحفاظ عليه. فوجئ رئيسه عبد الرزاق السبتي في الجمع العام بغياب مجموعة من المنخرطين والمسيرين، وما حدث شبيه برسالة محملة برد على ما بذله الرجل من جهد مادي ومعنوي، وتبين نواياها نسف اللقاء وسحب البساط من تحت رجلي الرئيس ومن معه، وهاهو الوداد الرياضي الفاسي بدعم شبه منعدم في المدينة، في وضع استثنائي لا يتهيأ ومصيره مجهول في زمن الإحتراف (يا حسرة). والمغرب الفاسي بدوره ليس على أحسن حال، حيث عقد جمعه العام وكشف أن التسيير غير منسجم، مما دفع المنخرطين الى منح الرئيس صلاحية ترميم المكتب، أما تقريره المالي فقد أفرزت أرقامه أن الفريق مدين لرئيسه مروان بناني بأكثر من مليار ومائة مليون سنتيم. وبينت أن مداخيل المباريات هزيلة في فاس ودعم السلطات المحلية شبه منعدم، مما يوضح أن الفريقين الوداد والمغرب الفاسيين كالغريبين في مدينتهما، وأن للمجالس والإدارات اهتمامات وأولويات أخرى. بمدينة الجديدة، يبدو الوضع مندلعا في حرم التسيير في فريق الدفاع الحسني الجديدي، والتصدع واضح، واللقاء الذي أقامه المكتب بحضور اللاعبين والمدرب فتحي جمال، وغاب عنه بعض المسيرين يزكي وجود الغضب في مكتب الدفاع، والجمع العام ينبئ بأشغال في أجواء ساخنة في غياب تركيبة منسجمة في مدار المسؤولية. وهذه نماذج لمؤسسات تعيش الغليان والهيجان في مدار التسيير، بعيدا عن التفاعل والتحاور حول المرحلة وأهميتها وما حملته من جديد في التشريع والنظام..؟ أما فرق القسم الثاني فقد وجد مسيروها أنفسهم في مواجهة قانون اللاعب؟ هذا القانون الذي حول لاعبيه غير المرتبطين بعقود الى أحرار؟ وهذا مشكل آخر ومعه هموم أخرى للمسيرين وراءها حرية اللاعبين.