انعقد بمدينة طنجة مؤخرا ملتقى دولي حول هوية المدن المينائية ورهانات التنمية المستدامة. وتمحورت أشغال الملتقى، الذي نظمته جمعية البوغاز بدعم من مانحين مغاربة وأجانب، على الخصوص حول موضوع «طنجة، المدينة الأسطورية والموانئ الجديد: أية علاقات». وكان الهدف من الملتقى هو فتح نقاش حول التحولات الكبرى التي تشهدها منطقة طنجة على ضوء الاستثمارات الكبرى التي ضخت في المنطقة خلال العقود الأخيرة وانعكاسها على البنية العمرانية والاجتماعية والاقتصادية لمنطقة الشمال بصفة عامة. وتساءل المشاركون في الملتقى عن مدى قدرة طنجة على الحفاظ على صورتها كفضاء أسطوري للالتقاء والتعايش بين الثقافات والحضارات بالنظر إلى تاريخ المدينة الدولي الفريد، واندثار بعض الشواهد المعمارية الدالة على الحقبة الذهبية لمدينة البوغاز. وتضمن برنامج الملتقى مواضيع تناولت تاريخ تطور الموانئ المحيطة بمدينة طنجة، إذ تطرق المشاركون إلى «مشروع إعادة توظيف ميناء طنجة المدينة، واجهة جديدة لطنجة المدينة المتعددة الثقافات»، و»المركب المينائي طنجة المتوسط: البوابة الجديدة لمغرب القرن 21 على المتوسط والملتقى البحري الدولي». كما تمحورت أشغال اللقاء حول «كيفية الحفاظ على هوية مدينة مينائية مستدامة» من خلال عرض تجربة مدن متوسطية كالجزائر ومالقة ومرسيليا والدار البيضاء لمواجهة إكراهات التنمية، و»هوية المدينة وهوية المواطن: رؤى متقاطعة» وفيها سيبحث المشاركون الحفاظ على التراث باعتباره وسيلة لتنمية المدن. وشارك في الملتقى مسؤولين عن جمعيات المجتمع المدني وجمعيات الأحياء وباحثين جامعيين وممثلي بعض الإدارات المعنية ذات الصلة.