أكد المشاركون في ندوة حول "التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال الموانئ"، أمس السبت بمدينة قرطبة، أن مينائي طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء تربطهما "علاقة تكامل". وأعرب المشاركون في هذا اللقاء المنظم في إطار المؤتمر الخامس والعشرين الصحافيين بشمال المغرب والأندلس المنظم حول موضوع "التعاون بين إسبانيا والمغرب : الافاق المستقبلية "(ما بين 15 و18 أكتوبر الجاري) عن ارتياحهم للرؤية المشتركة لمسؤولي المينائين بخصوص المخطط الاستراتيجي لتطوير نشاط الملاحة البحرية في البوغاز.
وفي هذا الاطار أبرز السيد حسن العبقري المسؤول عن أنشطة الشحن بميناء طنجة المتوسط، أن المركبين المينائين اللذين تجمعهما علاقات تعاون فعال مقتنعان بأهمية جعل مضيق جبل طارق في صدارة النقل البحري للبضائع في العالم من خلال تعزيز التعاون بينهما في جميع الجوانب. وأكد على أنه بالرغم من وجود وضعية تنافسية في ما يتعلق بمنح امتيازات محلية فإن ناك أيضا تكاملا كبيرا بين الميناءين من حيث البنيات التحتية والخبرة وتبادل التجارب. وأشار إلى أن لدى المسؤولين بالميناءين العزيمة والإرادة للعمل معا للاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمركبين الميناءيين، مضيفا في هذا الصدد أن الجانبين يعملان على توحيد التدابير الأمنية في المينائين وتحسين المناخ العام للاعمال والخدمات المقدمة. ومن جهته أشاد رئيس السلطة المينائية للجزيرة الخضراء مانويل مورون ليدرو بالجهود التي يبذلها المغرب من أجل تطوير الموانئ والمرافق اللوجستيكية في شمال المملكة معبرا عن ارتياحه للتعاون الوثيق الذي يجمع بين ميناءي الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط. كما أشاد ليدرو بالالتزام المشترك والرؤية المتقاسمة للمسؤولين بالمينائين على المضي قدما في هذا التعاون "المثالي" في مضيق جبل طارق الذي يشكل أحد أكبر الممرات البحرية في العالم في مجال نقل البضائع. وقال إن التنسيق والتعاون مع المغرب في مجال الموانئ بشكل أولوية بالنسبة لميناء الجزيرة الخضراء، مذكرا في هذا الصدد باتفاقية التعاون المبرمة في شتنبر 2005 بين ميناء الجزيرة الخضراء والوكالة الخاصة لطنجة المتوسط واتفاقية التعاون مع ميناء مدينة طنجة الموقعة في أبريل 2000. ومن المقرر أن يبحث المؤتمر الخامس والعشرون للصحافيين بشمال المغرب والأندلس المنظم من قبل جمعية صحفيي جبل طارق بتعاون مع مؤسسة البيت العربي مجالات تعاون بين المغرب وإسبانيا في مجالات الطاقة والبيئة والثقافة. ويشارك في هذا اللقاء الذي يستمر إلى غاية يوم 18 أكتوبر الجاري أزيد من ستين حافيا مغربيا وإسبانيا من منطقة الأندلس بجنوب إسبانيا وشمال المغرب، بالإضافة إلى خبراء ومختصين في مجالات متعددة. ويشكل هذا الملتقى الإسباني المغربي الذي ينظم مرتين في السنة بالتناوب بشمال المغرب وبجنوب إسبانيا، فضاء للقاء وتعزيز التفاهم المتبادل بين الصحفيين في ضفتي المضيق، فضلا عن توثيق أواصر الصداقة بين الشعبين المغربي والاسباني. وكانت الدورات السابقة لمؤتمر للصحافيين بضفتي البوغاز قد تناولت عددا من القضايا والاشكاليات التي تهم البلدين، كالهجرة غير الشرعية والعلاقات التجارية والثقافية بين البلدين، فضلا عن مواضيع أخرى تتعلق بأخلاقيات المهنة والتكوين الصحفي في البلدين.