كالعادة، تأخر انعقاد الدورة بساعة بعد ما كان مقررا أن تنطلق أشغال الدورة على الساعة الحادية عشر صباحا، هذا التأخر أثار حفيظة أحد المستشارين الذي استشاط غضبا من هذا التأخير، بالإضافة إلى نزيف نقط النظام الذي أجل النقاش في جدول الإعمال ساعة من الزمن قبل الإعلان عن افتتاح الدورة. الاحتقان تبين مباشرة بعد عرض أحد المستشارين عدة نقاط أشعلت الدورة في بدايتها والدخول في لعبة الاتهامات، حيث تساءل مستشار يمثل المعارضة عن من يسيير المقاطعة، الشيء الذي فهمه البعض على أنه «حشيان الهدرا». بعد هذا الاحتقان، أعلن الرئيس عن افتتاح الدورة العادية التي انعقدت يوم الاربعاء 23 يونيو الجاري بمقر مقاطعة مرس السلطان، والتي تميزت بالتداول في ثلاث نقاط من أصل خمسة تضمنها جدول الأعمال، حيث تمت المصادقة بإجماع على مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، المصادقة على البرنامج العام للترصيف والتزفيت بتراب المقاطعة. في حين تمسك المجلس وبإجماع ببقعة أرضية قرب «كراج علال» تدخل ضمن بقايا الطرق المتواجدة بتراب المقاطعة بعد رسالة من الوالي بالتمسك بهذه البقعة. النقطة الثانية في ترتيب جدول الأعمال، والتي تم التداول حولها تخص العرض الذي قدمه مندوب وزارة الشباب والرياضة حول التعريف بمضامين المركبات السوسيورياضية، بالإضافة إلى البرنامج الصيفي الذي برمجته الوزارة. بعض المستشارين أثاروا انتباه مندوب وزارة الشباب والرياضة،، إلى ضرورة تمويل الوزارة للمركبات السوسيورياضية مائة في المائة داخل المقاطعة، مقابل توفير المقاطعة للوعاء العقاري، فيما أعتبر مستشار آخر أن المهم هو النتائج وإخراج المقاطعة من مشاكلها في هذا الإطار. النقطة الرابعة في جدول الأعمال والمتعلقة ب (بالموافقة على البرنامج العام للترصيف والتزفيت بتراب المقاطعة)، فسحت المجال لتبادل الاتهامات بخدمة منطقة دون أخرى، الشيء الذي أثار حفيظة أحد المستشارين وطالب بالحق في التدخل لتوضيح الأمر. كما طالب مستشار جماعي محسوب على المعارضة بفتح تحقيق حول بعض أشكال الاستغلال، بالإضافة إلى الخروقات التي تشهدها المقاطعة وممارسة استغلال النفوذ... ومن جهة أخرى استعرض رئيس المجلس العلمي المحلي بعض الأنشطة الثقافية والدينية بالمقاطعة، والبرامج التي باشر بها المجلس، بالإضافة إلى المشاريع المزمع إنجازها مستقبلا. كما تساءل مستشار آخر عن النتائج التي حققها المجلس خلال السنوات التي خلت. نزيف نقط النظام استمر بعدما طرح احد المستشارين المشاكل المتعلقة بالمنازل الإيلة للسقوط والباعة المتجولين، إضافة إلى الفوضى التي تشهدها جل الأسواق الموجودة بتراب المقاطعة والخرق السافر للقانون باستغلال اسم رئيس المقاطعة، الأمر الذي أعاد الدورة من تداول حول جدول أعمال مبرمج إلى منتدى للنقاش والدردشة. وفي سياق آخر أجمع أعضاء المجلس على ضرورة مراسلة رئيس مجلس المدينة أو الذهاب إلى مقابلته شخصيا للاحتجاج على تهميش المقاطعة خاصة فيما يتعلق ب»تزفيت» شوارعها وأزقتها والتي لم يعاد تعبيدها منذ أزيد من 7 سنوات حسب أحد أعضاء المجلس. وفي ظل أجواء لا توحي بتحقيق جزء من إنتظارات سكان المقاطعة التي تملكها اليأس جراء سياسات المجالس التي تعاقبت على تسيير الشأن المحلي والتي أظهرت هشاشة التحالفات القائمة بين أحزاب الأغلبية المسيرة، وضعف مستوى كثير من أعضاء المجلس الحالي وعدم قدرتهم على ترك مضلة الانتماء الحزبي جانبا، وانخراطهم داخل المجلس كمنتخبين يمثلون الساكنة ككل وخدمة مصالحها الآنية والأساسية، ناهيك عن افتقاد البعض إلى لغة الحوار الجدي وأدبيات النقد البناء، كلها عوامل حولت العمل الجماعي إلى مجرد ديكور وأفرغته من حمولته الأساسية وهي الدفاع عن السكان والتفاعل مع انشغالاتهم اليومية.