افتتحت جلسة الدورة العادية لشهر يونيو لمقاطعة سيدي بليوط، التي عقدت يوم الاثنين المنصرم في الساعة العاشرة صباحا، بمجموعة من نقط نظام واستفسارات وجهها مستشارو المعارضة لرئيس المقاطعة كمال الديساوي، انتهت بخلق أجواء جد متوترة عرقلت مسار الجلسة . و دفعت هذه الأجواء، التي نعتها البعض ب»الموبوءة»، ووصفها رئيس المقاطعة ب»المشحونة»، أحد المواطنين إلى الانتفاض من مكانه والصراخ في وجه فريق المعارضة داعيا إياها إلى التوقف عن عرقلة مسار الحوار والشروع في مناقشة ما جاء من أجله المواطنون، مشيرا إلى أن مصالحهم يجب أن تكون فوق كل الحسابات الداخلية ، مساندا بذلك رأي الفريق الآخر للأغلبية. الأمر الذي دفع بعض المستشارات والمستشارون بالتدخل جملة ضد هذا الشخص وطلبوا منه التزام الصمت كون حضوره كمواطن يستوجب عليه التزام الصمت ، وهي نفس الملاحظة التي أبداها رئيس المقاطعة الذي كان يدير الجلسة. أثناء تراشق النعوت بين هذا المواطن الذي يناهز عمره 60 سنة وبين من حاولوا إسكاته ، نعت المواطن إحدى المستشارات ب «المنافقة» مما أثار حفيظتها وحفيظة باقي أعضاء المجلس، وانتهت سخونة الموقف بطرد المواطن لإخلاله بنظام الحضور وإصابة المستشارة بحالة هستيرية انتهت بإصابتها بحالة إغماء نقلت على إثرها إلى المستشفى، وتبين من خلال النقاش أن الرجل يعرف الكثير عن كواليس المجلس وأعضائه . وطلب المتعاطفون مع المستشارة، والتي سبق لها أن تعرضت لحالة مماثلة في إحدى اجتماعات السابقة بمجلس المدينة إثر نقاش ساخن مع إحدى المستشارات من نفس انتمائها الحزبي، بتأجيل الاجتماع إلى موعد لاحق ومرافقتها للاطمئنان على حالتها الصحية، الشيء الذي اعتذر عليه الرئيس لكونه أرسل طاقما من بعض المستشارين من بينهم طبيبا يتابع الحالة، وحسب هذا الطاقم فإن حالة هذه المستشارة تستدعي المكوث بالمستشفى لمدة أربعة أيام كاملة. واحتج احد المستشارين من فريق المعارضة على الرئيس كون سيارة الإسعاف تأخرت في الحضور مرجعا ذلك ل «سبب في نفس يعقوب»،وكان هذا المستشار هو نفسه من وجهت له اتهامات بنقل سيراميك وحجارة الترصيف بتواطىء مع مجموعة من موظفي المقاطعة من مستودعات التابعة للمقاطعة وتخزينها في إحدى المؤسسات التعليمية دون علم الرئيس، الأمر الذي جاء لينفيه جملة وتفصيلا في جلسة الدورة باعتبار أن علانيتها ستعيد له كرامته الذي قال أنها مست بهذا الاتهام. و قد أحضر معه هذا المستشار قطعة من سيراميك وحجرة ترصيف كأدلة لإثبات أن المنقولات موضوع النقاش مستعملة مما يجعلها غير صالحة لتوظيفها في عملية ترصيف جديدة، فهي حسب العرف المتعامل به لدى المقاطعات ترمى أو تعطى للمقاول الذي أكيلت له مهمة تحديث الأرصفة، كما طالب الرئيس السابق من الرئيس الحالي أن يقدم الاعتذار أمام الملء لهذا المستشار، الأمر الذي احتج عليه الديساوي ومن معه، معتبرين أن موضوع النقاش الدائر لا يوجد ضمن نقط جدول الأعمال الذي ركزعلى مناقشة أوليات تهم ساكنة تراب المقاطعة والمتمثلة في حل بعض المشاكل العالقة مع شركتي «سيطا» للنظافة و «لديك» لتوزيع الماء والكهرباء واللتان كانتا ممثلتين في هذا اللقاء. واقترح نواب الديساوي على المستشار التوجه إلى القضاء ما دام يتوفر على أدلة الإثبات الدامغة، الأمر الذي سانده فريق الأغلبية على اعتبار أنهم لن يسقطوا فيما أسماه بعضهم فخ إفشال الدورة و رفع الاجتماع احتراما لمصالح وحقوق المواطنين. وحسب تعليق أحد المواطنين المواظبين على تتبع أشغال دورات مقاطعة سيدي بليوط، أن هذه الأخيرة تحولت لفرجة متكررة ومسرح لنشر غسيل المستشارين لبعضهم البعض. ومن باب التذكير فإنه خلال دورة سابقة انتهى الاجتماع بعراك حامي الوطيس بين مستشارين كانا ينتميان إلى نفس الحزب قبل أن يغير احدهما انتمائه رفقة خمسة آخرين وينضموا لفريق الأغلبية، الأمر الذي يعتبره البعض أحد أسباب التنافر بين المستشارين المذكورين، وانتهى العراك بدعوى قضائية سجلها الطرفين لدى المحكمة تضمنت تهمة الضرب والشتم المتبادل، ليتحول بموجبها بعض المستشارين من ساهرين على قضايا منتخبيهم إلى شهود نازلة. و يشار إلى أن الدعوى أحيلت مؤخرا بهدف تعميق البحث وإعادة التحقيق.