انطلقت أشغال الدورة العادية لشهر أكتوبر لمجلس الجماعة الحضرية للدار البيضاء بقاعة الجلسات بمقر الولاية صباح يوم الخميس 29 أكتوبر، متأخرة عن موعدها بساعة ونصف ... تميزت أشغال الدورة ، كالعادة، بنزيف نقط نظام، والتي كانت في مجملها عبارة عن تداول ومناقشة العديد من القضايا لا ينقصها سوى المصادقة ، مثل مشكل النظافة ووضعية التدبير المفوض لهذا القطاع. هجوم الصراصير والذباب، النقل المدرسي وحرمان التلاميذ والطلبة من الحصول على بطاقة ركوب الحافلة، مشكل الأمن، ليدك... وبذلك تحولت أشغال الدورة إلى «جلسة» دورة استثنائية داخل جلسة دورة عادية، علما بأن المادة 59 من الميثاق الجماعي تنص في فقرتها الأخيرة: «لا يتداول المجلس الجماعي تحت طائلة البطلان إلا في المسائل المدرجة بجدول الأعمال ويعترض الرئيس او السلطة الادارية المختصة أو من يمثلها الذي يحضر الجلسة ، على مناقشة كل مسألة غير مدرجة في جدول الأعمال المذكور»! نقط نظام كان عليها أن تنصب حول مناقشة شرعية وقانونية الدورة ، وذلك من منطلق أن أكثرية اعضاء المجلس اعلنوا أنهم لم يتوصلوا باستدعاء الحضور الا بيوم واحد قبل انعقاد الدورة، مما يشكل خرقا واضحا للمادة 58 من الميثاق الجماعي 78.00 في فقرتها الأخيرة التي تشير إلى أنه: «يجتمع المجلس في دورة عادية او استثنائية بعد توجيه الاستدعاءات بثلاثة ايام كاملة على أقل تقدير». نقط نظام ، حسب بعض المهتمين بالشأن المحلي ، كان عليها الاستفسار عن الجدوى من النظام الداخلي المصادق عليه من طرف المجلس في دورته العادية الاخيرة لشهر يوليوز 2009 ، والذي أصبح ملزما للرئيس ونوابه والاجهزة المساعدة للتسيير ولجميع السيدات والسادة الاعضاء بالمجلس ؟ لماذا غابت عن جدول الاعمال النقطة المتعلقة بعرض المكتب كما ينص على ذلك النظام الداخلي والذي يعكس أنشطة المكتب، وهم الذين يتقاضون تعويضا محترما على ذلك؟ الدورة كشفت ، وبوضوح، منذ انطلاق أشغالها عن انعدام الصلة والتنسيق والتواصل بين مكونات مختلف الانتماءات الحزبية مع ممثليهم داخل المكتب وباقي أعضاء الأجهزة المساعدة، لكون ان جدول أعمال الدورات يحضر من طرف رئيس المجلس الجماعي وبتعاون مع باقي اعضاء المكتب ويبلغه الى السلطة الادارية المحلية المختصة التي تتوفر على اجل ثمانية ايام للعمل على ان تدرج فيه المسائل الاضافية التي تعتزم عرضها على نظر المجلس. كما أنه يجوز للمستشارين بصفة فردية او جماعية ان يقدموا للرئيس طلبا كتابيا قصد إدراج كل مسألة تدخل في اختصاصات المجلس في جدول أعمال الدورات. غاب عن جدول اعمال الدورة مشروع المخطط الجماعي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المقرر إنجازه بتراب الجماعة لمدة ست سنوات، لكن تفويت البقع الارضية كان حاضرا وبقوة في أشغال الدورة العادية، علما بأن الدورة العادية لشهر اكتوبر تخصص للتداول في مشروع الميزانية، وهي مناسبة لربط المخطط الجماعي بالتدابير المالية ولقياس مدى القدرة على التحكم في التوازنات المالية لتحقيق المفهوم الجيد للحكامة في تدبير الشأن المحلي.