شكلت التساقطات المطرية ببلادنا مبعث ارتياح وتفاؤل لدى المواطنين، خصوصا المزارعين ومربي الماشية . ومن المنتظر أن تتواصل هذه التساقطات أيام غد الجمعة والسبت والأحد، حسب ما أفاد الحسين يوعابد مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، موضحا في تصريح لبيان اليوم، أنه يرتقب حدوث اضطراب جوي جديد سيعطي أمطارا في المناطق الشمالية والوسطى والأطلس وكذا بالريف وشمال شرق البلاد، هذا بالإضافة إلى تساقط الثلوج على قمم مرتفعات الأطلس والريف. من جانبه، أفاد محمد بنعبو الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، في اتصال هاتفي مع بيان اليوم، بأن التساقطات المطرية الأخيرة، مكنت من تغيير حقينة السدود بداية الأسبوع الجاري مع تسجيل ارتفاع طفيف، مقارنة مع الأسبوع الماضي حيث لم تتعد نسبة الملء سوى 26.55 بالمائة، محققة رقما مهما مقارنة مع نهاية الشهر الماضي، بينما لا تزال جد ضعيفة بالمقارنة مع نسبة الملء للسنة الماضية لنفس الفترة من السنة التي كانت تناهز 35 في المائة آنذاك. وأضاف المتحدث أن أكبر المنشآت المائية على الصعيد الوطني سجلت نسبة ملء تقارب 45 في المائة بخزان مائي مهم يقدر بمليار و559 مليون متر مكعب، أما بالنسبة للأحواض المائية فيبقى حوض تانسيفت الأعلى تسجيلا لحصيلة مائية مهمة بنسبة ملء تناهز 55.8 بالمائة، أما حوض سبو فقد بلغت نسبة ملئه 40.09 بالمائة. وتابع المصدر ذاته، أن هذه الأرقام من المرتقب جدا، أن تعرف ارتفاعا تدريجيا بعد زيارة منخفضات رطبة مماثلة للمغرب يحتمل أن تكون مصحوبة بتساقطات مطرية وثلجية بأعالي الجبال التي لا يتعدى علوها 1400م من شأنها أن تساهم في إغناء الفرشة المائية وحقينة السدود تدريجيا. وعبر عدد من المواطنين عما يخالجهم من شعور إثر هذه التساقطات المطرية التي تعرفها المملكة، مبرزين دورها في تحسين مردودية الزراعات الخريفية والشتوية، وأثرها الإيجابي على تربية الماشية، وكذا انعكاساتها على الفرشة المائية وحقينة السدود. وقال (محمد أوعلي) فلاح بجهة الغرب، إن التساقطات المطرية التي تشهدها بلادنا حاليا ستساهم في نمو الحبوب والقطاني وكذا النباتات السكرية. وأضاف في تصريح لبيان اليوم، أن الفاصوليا والبازلاء والبصل والجزر واللفت والخس والسبانخ، والطماطم، من بين الخضراوات التي تتم زراعتها في فصل الشتاء وتحتاج للماء بشكل وفير، معبرا عن تفاؤله بشأن مردودية الحقول الزراعية في ظل هذه التساقطات المطرية ووقعها الإيجابي على الوضعية المائية ببلادنا التي تعرف تراجعا كبيرا بسبب توالي سنوات الجفاف. وأضاف المتحدث، أن زراعة المحاصيل أثناء فصل الشتاء تساعد في الرفع من جودة التربة ونمو الأشجار وتحسين جودة ثمارها، مبرزا، انعكاسها على الغطاء النباتي بالمناطق الرعوية، مما سيساهم إيجابيا في توفير الكلأ للماشية. وعبر المصدر ذاته، عن ارتياحه بعد هذه التساقطات المطرية التي جاءت بعد فترة من الانحباس تسببت في عزوف عدد من الفلاحين بعدة مناطق على زراعة آراضيهم، هؤلاء قال المتحدث، إنهم استعادوا نشاطاتهم بعد انفراج السماء.