توقع الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، في تصريح لبيان اليوم، أن يكون الطقس طيلة هذا الأسبوع، مستقرا على العموم وباردا بالمرتفعات. وأضاف يوعابد، أن الحالة الجوية ليومه الأربعاء يرتقب أن تتميز عامة بطقس بارد نسبيا مع تكون صقيع محلي أو ما يسمى بالجريحة فوق مرتفعات الأطلس والريف وجنوب المنطقة الشرقية والجنوب-الشرقي للبلاد. كما يتوقع أن تشكل سحب منخفضة مرفوقة بقطرات مطرية جد خفيفة على الواجهة المتوسطية، فضلا عن كتل ضبابية أخرى على سهول المحيط الأطلسي الشمالية والواجهة المتوسطية قد تعطي قطرات مطرية جد خفيفة. ومن المرتقب أيضا تسجيل هبات رياح قوية نوعا ما بمنطقة طنجة، إضافة إلى تناثر غبار محلي بداخل الأقاليم الجنوبية وبالجنوب الشرقي للمملكة. هذا، وغدا الفلاحون بمختلف جهات المملكة أكثر طلبا للغيث خلال هذه الفترة من فصل الشتاء المعروفة فلاحيا ب"الليالي"، بعد أن أدخلت الأمطار الأخيرة التي شهدتها بلادنا بعد مدة من الانحباس، الارتياح والطمأنينية في نفوسهم. وعلى ضوء الأمطار الأخيرة، استعاد القطاع الفلاحي نشاطه مجددا، حيث قام الفلاحون بعدد من المناطق التي تعتمد على الزراعة المطرية، بحرث أراضيهم وتسميدها كما قاموا بنثر البذور، في انتظار أن تتحقق توقعاتهم المتفائلة بعودة الأمطار خلال هذه الأيام والشهورالمقبلة، مما سينعكس ايجابيا على مختلف مزروعاتهم الشتوية ويساهم في عملية إنبات الحبوب وتحسين إنتاجية الأشجار المثمرة والبقوليات إضافة إلى الخضراوات، وكذلك الرفع منسوب المياه الجوفية وحقينة السدود اللذين تضررا كثيرا من الجفاف . ويقول (عبد الواحد- ب) أحد المستثمرين الفلاحين بمنطقة دكالة، في تصريح لبيان اليوم، أن من شأن هطول الأمطار خلال هذه الفترة والشهور المقبلة، تبديد مخاوف الفلاحين، الصغار منهم بالخصوص، من الجفاف التي مازالت أخطاره تهدد الموسم الحالي بعد شح الأمطار لسنوات، موضحا، أن الأمطار الأخيرة كان لها وقع إيجابي في نفوس الفلاحين الذين استعادوا الأمل وسارعوا لتدارك التأخر في عملية الحرث. وأضاف نفس المصدر، أن الأمطار الأخيرة وإن كانت ذات أهمية كبيرة في الحد من الخسائر التي يتكبدها الفلاحون ومربو الماشية بفعل الجفاف، فإنها لا تسد الخصاص الذي خلفه تراجع التساقطات خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا في هذا السياق على ضرورة الاستمرار في ترشيد استهلاك الماء في جميع مناحي الحياة وعلى رأسها القطاع الفلاحي. واستطرد، المتحدث أنه يعتزم زراعة الفاصوليا خلال شهري فبراير ومارس القادمين، ويأمل في عودة التساقطات خلال هذه الأيام بالضبط وبقية الموسم الفلاحي، معربا عن استعداده التحضير الجيد للأرض من خلال تسميدها ثم وضع البذور اللازمة لهذه العملية التي تحتاج للكثير من الجهد والعناية بالنبات حتى ينمو ويتواصل، ويعطيه ذلك محصولا جيدا. أما (محمد- ن) مزارع من سطات، فقد توقع في تصريح مماثل، أن يكون فصل الشتاء ممطرا هذا الموسم، وأن تشمل التساقطات جميع المناطق بالمملكة، معتمدا في ذلك على حدسه الذي قال إنه لا يخيب، ولذلك يبقي الأمل في موسم فلاحي جيد وانتعاشة اقتصادية لدى الفلاحين والكسابة، متنبئا، بمردودية جيدة لمختلف المزراعات، ووفرة الكلأ بالمراعي، مما سيخفف من معاناة المزارعين من غلاء المواد الزراعية والعلفية . وأضاف المتحدث، أن العودة المأمولة للأمطار وتواصلها خلال هذه الفترة، مفيدة لجميع أنواع المزروعات، بحيث ستسرع من نمو النباتات التي تمت زراعتها مؤخرا، مثل القرنبيط والكرنب والبصل، وستزيد من الإنتاج، مؤكدا على أهميتها للزراعة البعلية. وحسب آخر الإحصائيات المتعلقة بوضعية ملء السدود، فقد ساهمت التساقطات المطرية في الرفع من منسوبها، حيث بلغ مخزون المياه فيها ما مجموعه 4589.6 مليون متر مكعب، بنسبة ملء تصل إلى 28.5 بالمائة، مقابل 34.6بالمائة خلال الفترة نفسها من السنة الماضية. يشار إلى أن المخزون المائي للسدود الرئيسية التي تشرف عليها وكالة الحوض المائي لأم الربيع، بلغ، إلى غاية يوم أمس الثلاثاء، 429 مليون متر مكعب، أي بنسبة ملء بلغت8.67 في المائة. وبحسب الحالة اليومية لأهم السدود الكبرى، فإن ذلك يمثل أدنى مستوى مقارنة مع ما تم تسجيله خلال الفترة ذاتها من 2022، حيث بلغ مخزون هذه السدود 530 مليون متر مكعب أي بنسبة ملء بلغت 10.71 بالمائة. وهكذا بلغ حجم سد بين الويدان 136.2 مليون متر مكعب بنسبة ملء بلغت 11.2 بالمائة. وبلغ مخزون هذا السد إلى غاية 2 يناير من السنة المنصرمة، حوالي 170.9 مليون متر مكعب أي بنسبة ملء بلغت 14.1 بالمائة. ويأتي سد المسيرة في المرتبة الثانية بحقينة بلغت 115.8 مليون متر مكعب، أي بنسبة ملء تصل 4.4 في المائة مقابل 7.5 بالمائة خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية (199.1 مليون متر مكعب)، يليه سد أحمد الحنصالي بحقينة بلغت 103.6 مليون متر مكعب أي بنسبة ملء تصل 15.5 بالمائة. ويمثل مخزون هذه السدود الثلاثة مجتمعة 82.89 بالمائة أي بحجم 355.6 مليون متر مكعب من المخزون الذي توفره السدود التسعة الرئيسية الواقعة ضمن نطاق عمل وكالة الحوض المائي أم الربيع . ويحتل سد الحسن الأول المرتبة الرابعة من حيث الحجم بمخزن 33.6 مليون متر مكعب، متبوعا بسد مولاي يوسف بحقينة 25.9 مليون متر مكعب، ويمثل هذان السدان نسبة ملء تصل على التوالي 14.2 و18.1 بالمائة .