احتضنت مدينة سيدي إفني، الخميس الماضي، لقاء تواصليا لفائدة أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، بمناسبة تخليد الذكرى ال54 لانتفاضة قبائل آيت باعمران ضد السلطات الاستعمارية الإسبانية. وخلال هذا اللقاء، الذي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تم إلقاء كلمات استحضرت نضالات قبائل آيت باعمران لصد الأطماع الأجنبية ورد الغزو الاستعماري، مبرزة ما تختزنه هذه الذكرى الغالية من دلالات عميقة وأبعاد رمزية تستدعي من الأجيال الحالية الاستهداء بأقباسها والاعتزاز بالتاريخ النضالي لآبائهم وأجدادهم والنهل من معانيها لمواصلة مسيرة البناء والنماء وتجسيد المواطنة الحقة. وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، بهذه المناسبة، المعاني والدلالات العميقة من إحياء هذه الذكرى الوطنية التي ترصع مغرب الحرية والاستقلال في ظل العرش العلوي المجيد وتعتبر جزءا من الذاكرة الوطنية. وأشاد الكثيري بالنجاح الكبير الذي حققته الانتخابات التشريعية الأخيرة التي تجسد مضامين الدستور الجديد، مشيرا في السياق ذاته إلى جملة من المكتسبات التي تحققت لفائدة أسرة المقاومة في عدة مجالات تهم الرعاية الصحية والمجهودات المبذولة لتحسين الأوضاع المعيشية لهذه الفئة. وبهذه المناسبة التي حضرها على الخصوص، عامل الإقليم ماماي باهي ورئيسي المجلسين الوطني والإقليمي للمقاومة ومنتخبون وعدد من أفراد أسرة المقاومة، تم تكريم 16 فردا من صفوة المقاومين المشهود لهم بالوطنية والوفاء لروح المقاومة وميثاق الحرية والتحرير، بالإضافة إلى توزيع إعانات مالية لفائدة أرامل حوالي 19 مقاوما، وإعانة على السكن، وأخرى لخلق مشروع اقتصادي لفائدة أحد أبناء المقاومين. وفي ختام هذا اللقاء، قام الكثيري رفقة عامل الإقليم، بزيارة ورش بناء الفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي للمقاومة وجيش التحرير بسيدي إفني، ومقبرة الشهداء بضريح سيدي محمد بن عبد الله ترحما على أرواح شهداء أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير وفي مقدمتهم المغفور لهما الملكين محمد الخامس بطل الاستقلال والحسن الثاني موحد البلاد.