جبهة البوليساريو تجري استعداداتها لعقد مؤتمر «فاتر» في تيفاريتي ينتظر أن تعقد جبهة البوليساريو، في الفترة الممتدة من 15 إلى 17 دجنبر الجاري، مؤتمرها الثالث عشر بمنطقة التفاريتي الحدودية التي بقي وضعها، منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الأممالمتحدة عام 1991 بين المغرب والبوليساريو، خارج النزاع بوصفها منطقة منزوعة السلاح . وعلى خلاف السنوات الماضية، تعرف أشغال تنظيم المؤتمر فتورا واضحا اعتبره أعضاء من المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس)، الذي تحدثوا إلى بيان اليوم بصفتهم الشخصية، « أمرا طبيعيا ومتوقعا خصوصا بعد أن حملت تصريحات من مستويات عليا في الرباط والجزائر العاصمة بوادر انفراج قريب في العلاقات المغربية الجزائرية التي تميزت منذ سنة 1994 بالجمود، مثلما حملت هذه التصريحات إرادة صريحة في بناء علاقات ثنائية طبيعية تضع أسس تعاون اقتصادي يعود بالمنفعة على شعبي البلدين» . كما يعزى هذا الفتور، وفق المصادر ذاتها، إلى «رياح التغيير التي همت المنطقة العربية والمنطقة المغاربية على الخصوص» والتي لم تقو تحركات البوليساريو على « صد تداعياتها، بدء بمقتل القذافي، وانتهاء بالفشل في التأثير على النظام القطري، ومرورا بصعوبة التعامل مع الارتباك الواضح الذي ميز سياسات دول ككوبا وفنزويلا وإيران التي تبدو في مرحلة حاسمة من تغيير أوراقها لمواكبة نظام دولي جديد في طور التشكيل». وهي عوامل كان لها تأثير واضح على المحتجزين في المخيمات الذين لا يترقبون جديدا يمكن أن يصدر عن مؤتمر لم يلتزم بأي مقرر من مقررات محطاته السابقة، وغذى، بدل ذلك، التفرقة وسخط الأسر المحتجزة قهرا التي أيقنت أنها مجرد وسيلة لتمرير خطط قيادة تبني مصالحها الشخصية وتنمي علاقاتها مع مؤسسات القرار في بعض الدول على حساب استمرار صراخ الفقراء والمقهورين والعاطلين والمشردين. وبدأت، منذ بداية الشهر الجاري، ردود فعل احتجاجية داخل المخيمات، على شكل منشورات لرابطة أنصار الحكم الذاتي، تدعو لمقاطعة المؤتمر القادم لعدم نجاعته ولتكريسه معاناة الصحراويين ومساهمته في إطالة شتات العائلات الصحراوية، وتوهيم المنتظم الدولي والجمعيات الإنسانية والحقوقية بالأكاذيب وجعل الأوضاع المأساوية التي يعيشها الصحراويون مصدر جمع الأموال وخدمة الأجندات العالمية ومصالح الدول الإقليمية. وقد كشفت هذه المنشورات برنامجا مخابراتيا يعد العدة لمرحلة ما بعد محمد عبد العزيز، يحدد أهم أهداف المؤتمر الثالث عشر، الذي سينظم على أرض تيفاريتي التي وضعت فيها الجبهة الحجر الأساس لتشييد مقر برلمانها وحكومتها المزعومة، في استمرار الحرس القديم داخل الأجهزة الخارجية للبوليساريو ، والمحافظة على الأدوات الطيعة في هياكل القيادة بالرابوني، وإدخال عدد كبير من المنحدرين من قبيلة «رقيبات الشرك» كأعضاء ضمن الأمانة العامة للجبهة.