ككل موسم تكثر عملية التغيير المستمر للمدربين، إلى درجة أن هناك عددا قليلا من الأندية هي التي لم تقدم على إدخال تغييرا على إدارتها التقنية، بل هناك من الفرق من غيرت مدربيها، مرة واثنتين وحتى ثلاثة، وفي ظرف دورات معدودة. فالى حدود الدورة ال20 تم تغيير 10 مدربين، والعدد مرشح للارتفاع، مما يؤكد غياب الاستمرارية، وما يرتبط بسوء الاختيار أو الارتباك، تعرفه المكاتب المسيرة… تعكس هذه الظاهرة السلبية غياب الهيكلة الواضحة، لإدارات التقنية، وعدم التعامل مع الجانب التقني كتخصص، لا يحتمل أي تطاول، أو اختراق من طرف الغرباء عن المجال، وخاصة رؤساء الأندية الذين يعتقدون أنهم يفهمون في كل شيء… إلا أنه بالموازاة مع ذلك، هناك معطى آخر يمكن اعتباره إيجابيا، ويتجلى في وضع الثقة في مجموعة من المدربين الشباب، أو بالأحرى أسماء جديدة، تعودت تحمل مسؤولية المدرب المساعد، ولعب دور "العجلة الاحتياطية" أو حتى قبول مهمة المدرب المؤقت، وما يترتب عن ذلك من غض الطرف عن تجاوزات بعض المسيرين، وفي غالب الأحيان عدم الحرص على التوصل بكل المستحقات المالية. أسماء تعتبر نسبيا شابة، تتحمل مسؤولية العارضة التقنية لأندية بالقسم الأول، وهم: هلال الطاير وقبله عمر نجحي (اتحاد طنجة) وعبد الرحيم النجار (يوسفية برشيد)، العلوي السليماني وبعده عبد اللطيف جريندو (المغرب التطواني)، عبوب زكرياء (أولمبيك اسفي)، رشيد روكي وبعد نور الدين الزياتي (شباب المحمدية)، وأمين كرمة عوضه التونسي معين الشعباني (نهضة بركان)، مع العلم أن طارق السكيتيوي، غادر المغرب الفاسي نحو الإدارة التقنية الوطنية، حيث أنيطت به مهمة قيادة المنتخب الأولمبي… أما بوشعيب لمباركي فعاش تجربة مريرة، مع شباب السوالم، عوضه حمودة بنشريفة الذي غادر هو الآخر، وهناك احتمال عودة رضوان الحيمر، بينما يواصل فوزي جمال المغامرة مع مولودية وجدة، نفس الأمر بالنسبة لعبد الواحد زمرات مع الاتحاد التوركي، بينما ذهب عادل رمزي، ضحية ارتباك في مسار عاشه الوداد، ويعيشه حاليا شيخ المدربين فوزي البنزرتي. قد يقال إن اختيار المسيرين لمدربين جدد، في بداية الطريق، يعود إلى قلة التكلفة المالية، في ظل الأزمة الخانقة التي تعصف بالأغلبية الساحقة من الأندية الوطنية، خاصة وأن الأسماء التي ذكرناها، لم تكن في الغالب كاختيار أول، حيث تمت عادة الاستعانة بخدماتهم، بعد فشل الاختيار الأول. في كل الحالات، فإن الأطر الجديدة أمام فرصة كبيرة لتأكيد مكانتها، وتعويض جيل الرواد الذي قدم الشيء الكثير لكرة القدم الوطنية، سواء مع الأندية، أو المنتخبات بجل الفئات، وكان لعامل السن أحكامه، ففرض على مجموعة الاعتزال الاضطراري، وهذه سنة الحياة، ولا يمكن أبدا تجاوزها. والمطلوب هو أن تحمي المكاتب المسيرة هذه الأطر التي تسجل بداية موفقة، وأن تكون هناك ثقة كاملة، وأن لا يتم التضحية بهذا الاسم أو ذاك، لحظة حصول أي تعثر، أو مرور بمرحلة فراغ، أو حصول ضغط من طرف الجمهور أو الإلترات، أو المحيط غير النظيف لأغلب الأندية الوطنية.