من بين ظواهر البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم هذا الموسم، هناك كثرة تغييرات المدربين، إلى درجة أن هناك عددا قليلا من الأندية هى التي لم تقدم على إدخال تغيير على إدارتها التقنية، بل هناك من الفرق من غيرت مدربيها، مرة واثنين أو ثلاثة، في ظرف دورات معدودة. هذه ظاهرة سلبية تعكس الارتباك الذي تعيشه الأندية، في غياب هيكلة واضحة لإدارتها التقنية، والسبب عدم التعامل مع الجانب التقني كتخصص، لا يحتمل أي تطاول أو اختراق من طرف الغرباء عن المجال. إلا أنه بالموازاة مع هذه الظاهرة السلبية، هناك معطى آخر يمكن اعتباره إيجابيا، وتتجلى في وضع الثقة في مجموعة من المدربين الشباب، أو بالأحرى جدد، تعودوا على تحمل مسؤولية المدرب المساعد، ولعب دور "العجلة الاحتياطية" أو حتى قبول مهمة المدرب المؤقت، وغض الطرف عن تجاوزات المسيرين، وفي غالب الأحيان عدم الحرص على التوصل بكل المستحقات المالية. سبعة من الأسماء التي تعتبر نسبيا شابة، تتحمل مسؤولية العارضة التقنية لأندية بالقسم الأول، أي نصف عدد فرق البطولة تقريبا، وهم: إدريس لمرابط (اتحاد طنجة) وعبد الرحيم النجار (يوسفية برشيد) ورضا حكم (حسنية أكادير) والعلوي السليماني (نهضة الزمامرة) وجمال دريدب (المغرب التطواني)، وآخر الملتحقين هناك سعيد شيبا الذي تعاقد مع (أولمبيك اسفي)، وأيضا هشام روكي (شباب المحمدية)، هذا الأخير الذي يتحمل هو الآخر لأول مرة في مساره مسؤولية تدريب فريق بالقسم الأول. قد يقال إن اختيار المسيرين لمدربين جدد، في بداية الطريق، يعود إلى قلة التكلفة المالية، في ظل الأزمة الخانقة التي تعصف بالأغلبية الساحقة للأندية الوطنية، خاصة وأن الأسماء التي ذكرناها، لم يكونوا الاختيار الأول، حيث تمت الاستعانة بخدماتهم، بعد فشل الاختيار الأول. في كل الحالات، فإن الأطر الجديدة أمام فرصة كبيرة لتأكيد مكانتها وتعويض جيل الرواد الذي قدم الشيء الكثير لكرة القدم الوطنية، سواء مع الأندية، أو المنتخبات بجل الفئات، وكان لعامل السن أحكامه، ففرض على مجموعة من الأسماء الاعتزال الاضطراري، وهذه سنة الحياة، ولا يمكن أبدا تجاوزها. والمطلوب هو أن تحمي المكاتب المسيرة هذه الأطر التي تسجل بداية موفقة، وأن تكون هناك ثقة كاملة، وأن لا يتم التضحية بهذا الاسم أو ذاك، لحظة حصول أي تعثر، أو مرور بمرحلة فراغ، أو حصول ضغط من طرف الجمهور أو الإلترات. حظا موفقا نتمناه لمدربين وطنيين في بداية الطريق، وسط مجال لا يرحم، يتطلب الكثير من الصبر والاجتهاد، وتحمل الضغط الذي يبقى جزء أساسيا من مهنة التدريب.