مع انطلاق كل موسم رياضي جديد، يهدد شبح الإقالة الأطر الوطنية الممارسة في الدوري الاحترافي، بعد جولات فقط من إمساكهم بزمام الأمور، وتعثر في مباراة أو مباراتين، ما يهدد بزعزعة استقرار الأندية الوطنية، والتأثير سلبا على مسارها في البطولة الوطنية، إذ يتم تغيير المدرب الذي أشرف على استعدادات الفريق خلال فترة توقف الدوري، والذي أقدم على مجموعة من الانتدابات خلال فترة الانتقالات حسب قناعاته بجلب اللاعبين الذين يتماشون مع سياسته الكروية، بمدرب آخر يُتمم عمل زميله السابق، لتتم محاسبته في الأخير، سواء أنجح في قيادة النادي إلى تحقيق النتائج الجيدة أو فشل في ذلك. واستغنى فريق الوداد البيضاوي عن مدربه الويلزي توشاك بعد الهزيمة المدوية أمام مضيفه الزمالك 4-0 في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، بينما بدأ شبح الإقالة الذي بدأ في ملاحقة مجموعة من المدربين الملتحقين حديثا بفرقهم، فالنتائج الأخيرة التي حققها النادي القنيطري على مستوى كأس العرش، وهزيمته في أول مواجهة له في الدوري، وضعت الإطار فوزي جمال في قفص الاتهام، وقربته من مغادرة النادي، لتعويضه بمدرب آخر قادر على قيادة السفينة في الفترة المقبلة، شأنه شأن المدرب يوسف المريني الذي تطارده المشاكل في فريقه أولمبيك خريبكة في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى عجزه عن البصم على انطلاقة جديدة في الكأس، على الرغم من أنه أنقذ الفريق من النزول إلى القسم الوطني الثاني الموسم الماضي. وتعليقا على الموضوع، كشف الإطار الوطني حسن مومن في تصريح خص به "هسبورت"، أن إقالة المدربين في أولى جولات الدوري الاحترافي، مرتبطة بالضغط الممارس على مسؤولي الأندية من قبل الجماهير المساندة لها، إذ بعد هزيمة أو هزيمتين فقط للفريق، تتم إقالة المدرب بعد مجموعة من الاحتجاجات، غير أن المكاتب المسيرة أو المسؤولين يتحملون مسؤوليتهم الكاملة في ذلك، على اعتبار أنهم من تعاقدوا مع المدرب واطلعوا على برنامجه ومشروعه الكامل، متسائلا عن سبب التعاقد مع إطار وطني إن لم يكن المسؤولون مقتنعين بمشروعه، مردفا: "يجب على المكاتب المسيرة تحمل مسؤوليتها والدفاع عن اختياراتها لاطلاعها على برنامج المدرب مسبقا واقتناعها بعمله، وإلا ستكون هي الخاطئة، لعدم قدرتها على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب". وأضاف المتحدث ذاته، أن الأندية التي تحقق النتائج الإيجابية، هي نفسها التي تنعم بنوع من الاستقرار على مستوى الإدارة التقنية، ونضج المسؤولين في اختيار البرامج التي ستتناسب مع فرقها، مقدما المثال بفريق الفتح الرياضي، الذي حطم الرقم القياسي في العشر سنوات الماضية على مستوى الاستقرار التقني، إذ يتم منح الفرصة للمدرب على الرغم من بعض النتائج السلبية، دون الإقدام على إقالته من مهامه، مؤكدا على أنه يجب على جميع الفرق اتباع المنهج نفسه، وزاد قائلا: "التغيير لا ينجح دائما، ممكن المدرب الجديد يبقا غير مقمر، كما أن اللاعبين لن يتمكنوا من الانسجام، لذلك ستتواصل النتائج السلبية.. أتفهم تغيير المدرب بعد 10 دورات لوجود بعض المشاكل، لكن بعد مرور مباراتين فقط، فالقرار ليس صائبا". وأكد حسن مومن في حديثه مع الجريدة، أنه يجب منح الوقت الكافي للمدرب من أجل تطبيق برنامجه، مع تفادي الإقالة مع انطلاق البطولة بعد الضغوطات الممارسة على المكتب، مشيرا إلى أن الجمهور يعد هو الآخر الحلقة المهمة في هذا الموضوع، إذ يجب إشراكه في المشروع والتواصل معه، مع إطلاعه على واقع الفريق، والمشاكل الذي يتخبط فيها، للنقص من حدة الاحتجاجات، وتفهم الوضعية التي يمر منها النادي. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com