قدم، يوم الاثنين الماضي، بقاعة "ناس الغيوان" بمراكش، عرض مسرحي راقص تحت عنوان "اعتماد بين المعتمد ويوسف بن تاشفين"، وذلك في إطار احتفالية "مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024". وخلال هذا العرض المسرحي الراقص للمؤلفة والمخرجة فاطمة الزهراء العمراني، والذي حضره عدد من المهتمين بالمجال المسرحي، وجمهور من المتتبعين، تم تقديم لوحات فنية تمزج بين فن الرقص الشرقي والغربي، والتعبير اللغوي ليجسد حقبة تاريخية من فتوحات الحضارة الإسلامية وخاصة بمنطقة الأندلس وإشبيلية وما عرفته من انتشار للثقافة الإسلامية. وتفاعل الجمهور الحاضر مع الحركات والرقصات التي أدتها بطلة المسرحية الفنانة المغربية الفنانة فاطمة الزهراء العمراني، رفقة أعضاء الفرقة المسرحية التي تضم من فنانين من المغرب وإسبانيا والبرازيل والبرتغال، على إيقاعات جمعت بين الثقافة العربية والإسلامية والأغاني التراثية لكبار المغنين العرب. وعبرت فاطمة الزهراء العمراني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادتها بتحقيق حلمها المتمثل في تقديم هذا النوع من المسرحيات التي هي عبارة عن ملاحم تشمل النص المسرحي، والشعر والنثر ورقصات وغناء في إطار مسرحي درامي هادف. وتابعت "حاولت دمج كل شيء في سياق درامي مشوق وفي نفس الوقت مشبه للعين والروح"، مشيرة إلى أن تقديمها قصة المعتمد بن عباد ويوسف بن تاشفين من خلال هذا العرض المسرحي الراقص، يروم تسليط الضوء على هذه القضية نظرا لتضارب الحقائق حول الشخصيتين. ولفتت إلى أنها سبق أن قدمت عروضا منذ عامين بمسرح محمد الخامس وبقصر البديع بمراكش، غير أنه هذا العرض يختلف عن تلك الأعمال لكونه ذو طابع تاريخي من الحضارة العربية والإسلامية تحت شعار"شهرزاد الراقصة الفيلسوفية". من جهته، أبرز السعيد بلخو، المخرج المنفذ للعرض المسرحي، أن مسرحية "اعتماد بين المعتمد ويوسف بن تاشفين" تعود فكرتها للمخرجة فاطمة الزهراء العمراني منذ 25 سنة حيث استطاعت اليوم أن تجسدها على أرض الواقع، وتقدم وقائع تاريخية لهذه الحقبة من التاريخ الإسلامي، مضيفا أن العرض عرف نجاحا خصوصا مع اختيار مدينة مراكش كعاصمة للثقافة في العالم الإسلامي. وتخلل هذا العرض المسرحي تقديم أشرطة فيديو تؤرخ لحقبة من تاريخ المغرب. يذكر أن اختيار مراكش من قبل منظمة "الإيسيسكو" كعاصمة الثقافة للعالم الإسلامي لسنة 2024، يرجع إلى تميزها بثقافتها وفكرها وتراثها وتاريخها العريق. ويهدف برنامج عواصم الثقافة بالعالم الإسلامي والذي يعد من أهم برامج منظمة "الإيسيسكو"، إلى التعريف بالموروث الثقافي لعدد من عواصم الدول الإسلامية وإبراز تنوع وغنى مكونات التراث المادي واللامادي.